Culture Magazine Thursday  24/11/2011 G Issue 353
فضاءات
الخميس 28 ,ذو الحجة 1432   العدد  353
 
سطور
اعتراف مؤلم
فوزية محمد الجلال

منذ إصدارها الأول في 3-3-2003 والثقافية تسعى لبناء وتجذير علاقة نوعية خاصة، وحميمة، وأصيلة، بينها وبين الكتاب السعوديين والكاتبات، على اختلاف مشاربهم وأطيافهم واهتماماتهم المعرفية والفكرية والثقافية والإبداعية.

علاقة متفردة، منحت الثقافية فرصة مصافحة وعي القارئ النخبوي صباح كل خميس على امتداد ثمانية أعوام، عبر متن شديد الثراء والتنوع، أتاح لها ولرموزها موقعاً ندًّا نال احترام المنافسين وثقة المتابعين.

ولكنّ هناك دائماً فصلاً في الرواية الجميلة مبهماً أو ضعيفاً، أو خارج الحبكة والسياق. وفي رواية هذه السطور شيء من هذا؛ إذ يؤرق الثقافية كثيراً تجاهل بعض الأقلام «التي تجلّها وتحترم عطاءها وتحرص على استقطابها» لعامل الوقت في النشر، الذي يرتبط بحسابات تهم الناشر والمسوق والحدث والمناسبة؛ فأسرة التحرير تعمل طوال العام على ملفات مجدولة ومحددة محتوى وتوقيتاً وتوثيقاً، تضطر إلى تأخير بعضها وتقديم أخرى تبعاً لنقص المادة التحريرية أو غيابها، التي تخضع - أقولها بأسف شديد - لمزاج هذا الكاتب ودلال تلك الكاتبة وتسويف لا يتوقف من ثالث.

ويزداد الأمر إرباكاً وتعقيداً عندما يرتفع صوت العتب عالياً عند استضافة الثقافية أسماء عربية ناقدة ومبدعة ومتجددة «زامر الحي لا يطرب»!! بل يتحول المشهد إلى ملهاة حال صدور عدد احتفائي غابت عنه تلك الأقلام «بإرادتها»، عبر رشقات حادة من اللوم: لماذا لم أدع للكتابة؟!!

وسط هذا الدوار الأسبوعي يقف مدير تحرير الثقافية وعرابها الدكتور إبراهيم التركي في قلب المعاناة وتفاصيلها، يتابع، ويعذر، ويتدارك النقص والتقصير، ويلم شتات ما تبعثر، ويضفي حلمه الجميل على الجميع مردداً مع نزار:

فيا قارئي، يا رفيق الطريق

أنا الشفتان، وأنت الصدى

سألتك بالله.. كن ناعما

إذا ما ضممت حروفي غدا

تذكر.. وأنت تمر عليها

عذاب الحروف.. لكي توجدا

يؤلمنا هذا الاعتراف، ولكنه ضروري لفهم كيف تسير الأمور أحياناً، وكيف تتعثر في أخرى، وكيف ترتبك ترتيبات النشر وتتوارى خلف التبريرات.

فالمشكلة ما زالت قائمة، وغياب التزام بعض الكتاب والكاتبات أمسى واقعاً، وسياسة الانتظار الطويل و»معاريض» الاستجداء لم تعد خياراً مقبولاً اليوم.

ورغم ما سلف ستظل الثقافية الدار والمزار لكل قلم يعزز هويتها ويمنحها المقعد الذي تستحق، وستظل مدينة لشركاء النجاح وفرسانه بهذا التوهج والسخاء الذي توجها عنواناً ثقافياً متفرداً وجميلاً.

الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة