Culture Magazine Thursday  24/11/2011 G Issue 353
فضاءات
الخميس 28 ,ذو الحجة 1432   العدد  353
 
وتم العناق..
اختلاف الأدباء أشعل الإبداع الأحسائي
حسن علي البطران

لكثرة ما يصلني من اتصالات واستفسارات أصابني الملل والضجر، من بعض الأصدقاء والصديقات زملاء الأدب والإبداع، من مدن المملكة ومن خارجها، وكل هذه الاستفسارات تدور وتنصب جملة وتفصيلاً عن طبيعة نادي الأحساء الأدبي، وما حصل له من إشكاليات «حسب وصفهم» في انتخابات مجلس إدارته الجديدة بالرغم من مرور أكثر من ثلاثة أشهر على جمعيته العمومية، وأن هنالك خروقاً وتلاعباً قد حصلت في عدد الأصوات حسب تأكيدات من رشحوا أنفسهم في وسائل الإعلام ولم تخدمهم عدد الأصوات، بل كان بعضهم بعيداً حتى عن المجموعة الاحتياطية أيضاً, وكان جوابي المكرر والمعتاد هو أن نادي الأحساء الأدبي يضم نخبة كبيرة من الأدباء والمثقفين والكتاب، الذين يفوق عددهم أعضاء ستة أو خمسة أندية مجتمعة .. أليس أعضاء الجمعية العمومية للأحساء يفوق الـ525 عضواً ؟! وأن هؤلاء الأعضاء ينتمون إلى مدارس ومذاهب فكرية وأدبية مختلفة، وكذلك تشكل التيارات الدينية فيها حسب التركيبة السكانية الأحسائية ذات الألوان البراقة المختلفة.. ولكن ورغم تلك التركيبة فقد استطاع النادي أن يوحدهم بل يجمع آراءهم، فهم في حالة انسجام وتوحد وتوافق، وإن كان هنالك من شيء ففي بعض الاختلافات وليس الخلافات، وهذا وضع طبيعي جداً في مجتمع كالأحساء، ولعل ذلك التنوع الفكري واختلاف التوجهات الأدبية هو ما جعل العمق الإبداعي والثقافي بارزاً وشامخاً في الأحساء، فهي أي الأحساء ينبت فيها بجانب كل نخلة من نخلاتها شاعر وقاص ومثقف، ولا عجب في ذلك أليس الأحساء هي منبع للعلم والعلماء منذ القدم ..؟! عودة لما سبق إن التنوع الفكري والإبداعي في الأحساء جعل لها وهيجاً وصل جزء بسيط منه إلى الآخرين، وأصبح حديث المجالس والمنتديات الأدبية والثقافية، والاجتماعية.

وما كثرة التساؤلات والأحاديث عن أدبي الأحساء إلا أنه سمة من سمات الثقافة الإبداعية السعودية وعن أهميته فيها، ورغم ارتفاع الأصوات الشاذة حول نتيجة الانتخابات سلباً أو إيجاباً تبقى الطبقة المثقفة الأحسائية في ترابط قوي، وفي حالة مراس إبداعي وأدبي نشط ومحموم، وستكون الأربع سنوات القادمة دليلاً جلياً، خاصة أن الأسماء التي فازت بعضوية مجلس الإدارة هي قريبة جداً من الإبداع والثقافة، بل هي من أهلها وصدورهم رحبة وأكبر من أن يتأثرون بقولٍ أو تصريحٍ من زميل لهم في حالة حماس وانفعال، حرصاً منه على مستقبل الأدب والإبداع الأحسائي، وحتى الذين لم تبرز أسماؤهم نتيجة الانتخابات ليس بأقل منهم، ولكن هذا ما أفرزته صناديق الاقتراع أياً كانت آليتها، ألسنا نحن من طالبنا به ..؟! .. فهم جميعاً إخوة وزملاء وأصدقاء وجميعهم أمام بعض على طاولة مستديرة واحدة، يتبادلون سبل وأطر تطوير الحراك الأدبي والثقافي، الذي يخدم الوطن في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين، ويعكس الصبغة الأحسائية وبصمتها.

Albatran151@hotmail.com الأحساء

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة