الثقافية :
الليلة يلتقي معلم اللغة «البريطاني» السيد جيمس بطلبته في ثانوية عنيزة العامة وبمحبيه بعد غياب طال أكثر من أربعين عاما؛ حيث غادرهم غيرَ مختار حين شكَّ بعضُ الفضلاء بقوة تأثيره على الشباب وخوفهم من أن يكون سبباً لبث الشبهات في نفوسهم، وبخاصةٍ بعد ما رأوا تحلق الشباب حوله في ملتقياتهم ورحلاتهم ودخوله في عمق المجتمع «العُنَزي» بكباره وصغاره، وبمثقفيه وشداته، ولم يرضَ أن يبقى في مدينة أخرى؛ فعاد إلى وطنه، ثم إلى سلطنة عُمان، غيرها، وعكف -خلالها- على دراسة الأديان والمقارنة بينها؛ إذ كان وجودياً غير مقتنع بدين، ويقول مستضيفه سعادة اللواء طيار ركن متقاعد الأستاذ عبدالله اليحيى السليم (محافظُ عنيزة السابق) -وهو ممن ظل على صلة وثيقة بالأستاذ جيمس- إنه وجد أن الإسلام هو الدين الأكمل؛ فاهتدى إليه بنفسه منقاداً، وحج بمعية الأستاذ عبدالله قبل سنوات، وكان من التميز الذهني والخُلقي والوعي المعرفي أنه لم يتأثر سلباً بإبعاده عن مدينة أحبها وشبابٍ قدروه ووقروه وظلوا على تواصلٍ قوي معه طيلة «اثنين وأربعين عاما»، ومنهم: المحافظ اللواء أبو عمر، ومعالي الدكتور محمد السويل رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومعالي المهندس يوسف البسام رئيس الصندوق السعودي للتنمية، وعدد آخر من مسؤولي القطاعين العام والخاص، وسيقيم له صديقه المحافظ السابق احتفاءً يليق به دعا إليه طلاب السيد جيمس ومحبيه، كما ينتظر أن يستكمل بهذه الزيارة كتاباً عن «عنيزة» لم يبقَ سوى فصله الأخير الذي سيقارن به بين عنيزة الأمس واليوم، والكتاب بالإنجليزية ومدعومٍ بصور عديدة من مقتنيات السيد جيمس، ويقوم على مراجعته اللواء السليم والدكتور السويل، وسيكون للثقافية مواعيدُ أخر مع هذا الشاهد الحي على جمال الاختلاف ومشروعية الدعوة بحكمة، كما على ذكريات ومذكرات من رجل جمعته الأيام بالشيخ محمد العثيمين والأستاذ عبد الرحمن البطحي -عليهما رحمة الله ورضوانه-؛ فأهلاً بالأستاذ وشكراً لمستضيفه في عنيزة ومستضيفيه في الرياض.