Culture Magazine Thursday  17/11/2011 G Issue 352
الثالثة
الخميس 21 ,ذو الحجة 1432   العدد  352
 
خطوٌ.. ومحو
سيرة كرسي ثقافي 4
إبراهيم عبدالرحمن التركي العمرو

* * قبل زمن « الإيميلات» و»رسائل الجوالات» كانت الخطاباتُ البريديةُ تملأ صندوقَ بريده الداخلي في الجريدة ومكتبَه، وفي معظمها نصوصٌ ومقالاتٌ للنشر، واقتراحاتٌ للتطوير، وملاحظاتٌ على كتاباته في «هوامش صحفية»، لكن واحدةً منها لم تكن كذلك.

* * ما زال في بداياته، والرسالةُ مذيلةٌ بتوقيع كاتب وشاعر له اسمُه ووسمه، وبدل أن يحتفي بها بصفتها رافدًا له وجد نفسه أمام استفهامات بلا إجابات؛ فقد كانت صفحة كاملة بخط اليد مملوءةً بالتهديد والتذكير «بمقام وزارة الداخلية» التي «لا تغفل عن أمثاله»....»، ولم يعرف أكثر من أن صاحب الرسالة غاضبٌ بسبب حجب موادَّ بعث بها ولم تظهر، ولأنه لم يرَ شيئًا سابقًا للأستاذ، ولو رأى لاحتفى؛ فهو من يبحث عن المواد لا من يحجبها، وإذ أدرك أن في الأمر خطأً لا ينالُه ولو بعتاب فقد أدرك أن ثمة أمراً «ما»، وكان عليه أن يحمل الرسالة لرئيس التحرير الذي أفهمه أن المواد لديه وهو الذي لم يشأْ نشرها، وسيتولى الأمر.

* * مرت أيام قليلة وإذا به يواجه هذا الكاتب في مصلى الجريدة بعد الانصراف من صلاة المغرب مقبلاً بابتسامة ود، لكن صاحبكم - بحماسة الشباب التي يندم عليها - نأى بجانبه عنه ولم يلقِ بالاً له وسار في سبيله، وعرف بعدها أن رئيس التحرير قد استدعاه وعنَّفه لما ورد في خطابه من تطاولٍ ووعيد.

* * مضت السنون، وغاب الكاتب الشاعر في خريف عمره، وبحث عنه صاحبكم؛ فأُبلغ بوفاته التي لم يقتنع بصحتها، ولو كان ذلك لعرف عنها؛ فليس نكرةً كي يمر رحيله بصمت، ثم توصل إلى أنه يعيشُ عزلةً «مَرَضية» في منزله بمدينته، وقد سعى لزيارته فلم يجد من يدله عليه، واستعاض عن ذلك أنْ كتب عنه أحد إمضاءاته، وما يزال يدعو له بخاتمة خير.

* * وصلته موادُّ لاحقةٌ من «الأستاذ» فنشرها كأنْ لم يكن شيء، وبقي في نفسه عن هذا الوسط ما يجعله منصرفًا عنه،غيرَ مطمئن إلى سلوك بعض الكبار التائهين في غيابات الاتهامات والتأويلات؛ فما دام هذا شأنَ النخب فكيف بالعامة ومن في فلكهم ...

ولهذه حكاية أخرى مع خطيب الجامع

Ibrturkia@gmail.com twitter:@abohtoon

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة