في العام 1427 وضمن فعاليات معرض الكتاب بالرياض أقيم معرض الفن السعودي المعاصر وكانت الدورة هي الأولى التي تتبناها وزارة الثقافة والإعلام بعد انتقال الجوانب الثقافية لها من الرئاسة العامة لرعاية الشباب والمعرض الذي أقيم قريبا من معرض الكتاب كان محدودا إلى حد كبير ربما لظروف المكان.
أعتقد بأهمية فكرة أن يقام معرض للفنون التشكيلية ضمن معرض الكتاب الذي غالبا ما يفتقد إلى الكتب الخاصة بالفنون التشكيلية والواقع مع حضوري أكثر من دورة من معرض الكتاب في الرياض كنت أبحث ككل الزملاء والمهتمين التشكيليين عن كتاب جديد يعنى بالفنون البصرية بجانب الكتب الثقافية الأخرى فلا نجد إلا القليل جدا منها التي تجلبها بعض دور النشر على استحياء لأن معظم هذه الدور ترى أن السعوديين يبحثون عن الكتب الدينية والكتب الأدبية وكتب الطبخ والتجميل، وأكثر ما لفت نظري في بعض الدورات كتب دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة التي طبعت مجموعة من البحوث والمؤلفات التشكيلية بمناسباتها التشكيلية كبينالي الشارقة أو الندوات التي تعقدها وهي في الواقع متنوعة وثرية بجانب إصداراتها للفائزين من المسابقات والبحوث التي تنظمها في مجال الفنون التشكيلية. نبحث عن كتب مماثلة في الاهتمام في معرض الكتاب فلا نجد شيئا أو بعضا منها مخفياً وبعيدا عن الأنظار، وغالبا لا تكون من الجديد في سوق صناعة الكتب، هناك بالمقابل مطبوعات وكتب أكثر سياحية تحمل هذه المطبوعات منسوخات لأعمال فنية إيرانية تحمل مشاهد أقرب إلى حكايات ألف ليلة وليلة أو رباعيات الخيام بجانب أعمال لكتابات أو توظيفات للحرف والكتابة وهذه المطبوعات أو البوسترات للأعمال الفنية نجدها في كتب يقبل عليها القليل ممن تستهويهم هذه النوعية أو ممن لا يجدون إلا ذلك وحتى (لا يعودون من المولد بل حمص).
ومعرض الكتاب على أهميته واستقطابه ضيوفاً من الخارج ومن الداخل أيضاً فإن الحضور التشكيلي فيه هام، فهناك أهمية لوجود الكتاب الذي يعنى بالتشكيلي السعودي وهو غير موجود بين الكتب ذات التخصصات والاهتمامات الأخرى فالأندية الأدبية تطبع الكثير من الكتب الأدبية والثقافية، وبالمقابل لا يوجد من يتبنى طباعة الكتاب التشكيلي وعندما نعدها على مستوى المملكة ونقارنها بعمر الفن التشكيلي المحلي فليس هناك إلا القليل جدا منها وآخرها الكتاب الذي أصدره المحترف عن مجموعة من الفنانين السعوديين وهو للفنان عبدالعزيز عاشور وقبل أكثر من عام كان كتاب الدكتور محمد الرصيص الذي لا نجده يباع وبالمثل كتابي مسيرة الفن التشكيلي السعودي الذي أعتقد أن نسخه غير موجودة إلا عند من استطاع الحصول عليها من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، كما أن كتاب التصوير التشكيلي في المملكة للدكتور سهيل الحربي يباع كما هي بعض إصدارات الفنان عبدالعظيم الضامن ولكن، أين يمكن الحصول عليها؟.
علمت أن الفنانة حنان الهزاع وقعت كتابها الصحراء في الفن التشكيلي السعودي هذا العام وهي خطوة طيبة لكن هذا الكتاب كغيره ليس في المتناول كما أنني لم أره حتى الآن.
أرى أن على وزارة الثقافة والإعلام في ظل عدم وجود إمكانية مادية لدى جمعيتها السعودية للفنون التشكيلية لتقوم بهذا الدور أن تتبنى تكليف بعض الفنانين بالتأليف حول بعض المواضيع أو أنها تستقبل ما لدى الزملاء من مسودات لإمكانية إجازتها وطباعتها فهي (الوزارة) التي لم تزل القائمة على الحركة التشكيلية في تنظيم معارضها الكبيرة وحصرها نفسها على إقامتها والصرف عليها في ظل وجود أكثر من قناة تتبعها ويعنيها مثل هذا الأمر.
-
+
solimanart@gmail.com