Culture Magazine Thursday  16/06/2011 G Issue 346
أقواس
الخميس 14 ,رجب 1432   العدد  346
 
بين النظرة الدونية ونقص الاحترافية:
المذيعة السعودية.. ومشوار صناعة الصوت
-

الثقافية- أكابر الأحمدي:

غالباً ما يأتي دخول المرأة إلى عالم الإعلام المسموع عبر بوابة «الهواية» ولا غرابة.. فلا مراكز إعلامية متخصصة تقدم تأهيلاً مهنياً احترافياً.. ولا مواكبة معتمدة تأخذ بيدها عندما تلتحق بطاقم محطة إذاعية ما..

وكعادة الهواة.. إما أن يحالفهم الحظ وينجحون أو تبتلعهم داهليز المهنة الصعبة فينسون.. لا يخرج واقع المذيعة السعودية عن هذا المصير.. بل يمتد طريق الخطر إلى ما هو أبعد من حيث ثقافة مجتمعية جامدة ربما تقدم العراقيل والقيود فضلاً عن أن تحلم بالدعم والتشجيع..

وما زاد الأمر سوءا واقعها المعاش الذي فشلت وسائل إعلاميه في تثقيفه وإعطائه الصورة الحقيقية الإيجابية لدورها الهام المؤثر في المجتمع بمؤازرتها وتكريمها والاحتفاء بها ومنحها المكانة التي تليق بها في المحافل داخليا وخارجيا.. فما مستقبل المذيعة السعودية أمام مؤسسات ومجتمع و أفراد يعرقلون مسيرتها..؟ وهل ستضعف المذيعة السعودية أمام إغراء قنوات قليلاً ما تفتح المجال لها وكثيراً ما تتاجر بجسدها واسمها ؟

الطموح والصعاب

في البداية تؤكد الإعلامية سلوى شاكر أن المذيعة السعودية لديها الطموح في أن تعتلي المهام الصعبة ولكن يجب أن تطور ذاتها لتواكب عصرها خاصة أننا نعش في عصر الانفتاح فهي دائما في محل مقارنة بالآخر وما يؤخذ على بعضهن عدم المواظبة في حضور مؤتمرات تختص بهذا المجال لتتمكن من الاحتكاك بالإعلاميين ذوي الخبرة وافتقادها الكاريزما المميزة للمذيعة الناجحة لذلك نرى الآن الكثير من الأخطاء التي ترتكبها سواء في إتقانها حرفية اللغة في برامج تقدمها ذو قالب ثقافي أو عدم إلمامها بتفاصيل أكثر عن الضيف ورغم ذلك للأسف يمشي حالها لاعتمادها على فتامين (و) فكيف إذن نلوم المسؤولين عندما يتساهلون في تعيين بعض الأخوات غير السعوديات كما أن كثيرا من المذيعات والمذيعين يعتقدون بما أنهم ظهروا على الشاشات وأصبحوا وجها معروفا لدى المشاهد فهم قد أصبحوا مهمين لدرجة أنهم يجدون في أنفسهم من الترفع في تنمية مهاراتهم خاصة الاتصال بالمجتمع والاحتكاك به وتتبع قضاياه وهمومه ليكون لديهم خلفية عند مناقشة أي موضوع حتى لو لم يكن هو معد الحلقة فالإعداد و التقديم و الإخراج كلها عملية لن تصل إلى الإتقان إلا مع الممارسة في العملية التعليمة وهذا ما ينقصها تماما.

المعوقات والتأهيل المتخصص

ومن المعوقات التي تتمثل في شخصيتها إلى عراقيل يضعها لها مجتمعها توضحها لنا المذيعة نوال بخش أولى تلك المعوقات افتقادها لمراكز ومعاهد متخصصة للتأهيل والتدريب الاحترافي للإعلام التطبيقي كما أن على وزارة الخدمة المدنية منح العمل الإعلامي ( كادرا خاصا به ) كعمل إبداعي مهني يخدم المجتمع وله دور لا يقل عن دور أصحاب الكوادر المهنية المتخصصة وإجاد الحوافز المعنوية والمادية من وزارة الثقافة والإعلام و إلغاء السقف المالي للتعاون الذي استحدث مؤخرا وهو للمتعاون المتفرغ (5000) ريال ولغير المتفرغ (3000) ريال وعذرا إن قلت إنه قرار يحد من إبداعهم ويجعلهم يعملون فقط وينتجون في إطار هذا المبلغ الضئيل مقابل إدراكنا بأن العمل الإبداعي بكل أشكاله عملا إبداعيا يحرق صاحبه في أدائه فكرا وروحا وجسدا كذلك لم نرَ إلى الآن مؤشرا واضحا لتحقيق المطالبة والتوصيات بتحويل الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء إلى واقع وقد عرض هذا الأمر على الجهات العليا ومجلس الشورى الذي أعتقد أنه أوصى بتحقيق هذا المطلب لما فيه من مصلحة للدفع بإعلامنا إلى الواقع المتقدم حيث أن هذا الأمر يؤمن حرية الحراك لواقع الإعلام الراكد وتمويله وتجديد دمائه ويدفعه للمنافسة بقوة وما المانع من استحداث منصب قيادي نسائي في وزارة الثقافة والإعلام بمرتبة ( وكيل وزارة لشؤون المرأة الإعلامية) لرعاية الإعلاميات في كل الوسائل وكمظلة تحمي حقوقهن وتنظم أعمالهن وتشرع القوانين التي تحكم بإنصاف لقضاياهن واحتياجاتهن وتكون مرجعية مباشرة لهن فالمرأة السعودية قادرة وأهلا للثقة.

المناخ المشجع

من جانبها تهنئ الإعلامية نوف خالد وهي مراسلة في قناة روتانا نفسها لانضمامها إلى قناة روتانا فتقول: أعتبر نفسي محظوظة بانضمامي إلى قناة روتانا فأنا لم أجد المناخ المناسبة في التلفزيون السعودي ولا الاهتمام فأخذت البحث عن قناة أرضها صلبة لأقف عليها وليس لأي أحد سلطة على العاملين فيها لا مسؤول أخضع لمزاجيته يحول دون ترقيتي وظيفيا فقط لأنه مؤمن بعدم استحقاقي كما واجهت ذلك سابقا، بل إن نجاحي هو العامل الأول لتقييمي واستمراري كما أرى أن أهم ما يؤثر في المذيعة نفسيا هي نظرة المجتمع لمهنتها بأنها مهنة مرفوضة وتقع عليها سلبيات كثيرة رغم أنها مهنة لا تختلف عن الطبيبة والمعلمة وغيرها من المهن .

القدرة على النجاح

بينما تؤكد المذيعة إيمان رجب بأن المذيعة السعودية قادرة على النجاح لو أعطيت لها القليل من المساحة ومع هذا فقد حققت نجاحها واسمها سطع واعترف بها شكلا ومضمونا من قبل الكثير من القنوات العربية.

-


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة