صديقتي الصغيرة

كبرنا... سلختنا البراءة عن جسدها الطاهر...

لكني لا أفتأ أذكر صديقتي التي بكيت مرضها، وهالني موتها...

أزور قريتي الصغيرة فأراها هناك..

بين المنازل وحول الأشجار...

تبتسم.. تلهو.. تغني.. تركض..

ما زالت طفلة بريئة تلعب بالطين.. تعجنه وترشقه على المارة..

لا أدري: أي الطفلتين ماتت!

خطأ

التفتت إليه وهي تهم بالمغادرة قائلة: عذراً...

كنت أظنني وجدت ضالتي، لكني اكتشفت أني ضللت طريقي!!

حرمان

الرجل الرصين الذي يسير كل يوم باتزان وهدوء من وإلى عمله..

الرجل الذي غزته صلعة توسطت بياض شعره...

الرجل الذي لم يشعر بهذا البياض وهو يتسلل إلى فروة رأسه!

الرجل الرصين الذي لم يخفق قلبه لحواء ولا لبناتها!

الرجل الذي يحسده كل من يعرفه على حياته المنظمة...

الرجل ذاته اليوم يركض تحت المطر، ويطارد الفراشات الملونة، ويلعب بالطين

ويسابق الصغار في الحدائق ويقفز إلى الأرجوحة قبلهم...

ويوزع الورد على نساء الحي!!

حاسد

امتهن الاحتراف.. وبدأ بقصف الهواة؛ فاحترق!!

نقمة

الطفل الخجول صاحب الملابس المهترئة...

الطفل الذي كان ينظر إلى الحلوى من بعيد.. ويتمناها...

الطفل الصغير الذي كان يرتجف من البرد، ويحرقه لهب الشمس، وجمر الإسفلت..

هو ذلك الشاب اليافع الذي طعن زميله الغني عندما رفض السماح له بالجلوس إلى جانبه !!

-