أقام: يُرادُ بذلك نَزَلَ.. واستقرّ ومكث، وهذا من اشتراك المعنى واختلاف اللفظ، وترد هذه الكلمة كذلك على إرادة السؤال فيُقال:
أقام فلانٌ في حيّكم ..؟
وترد أيضاً على صيغة الاستنكار أقامَ فلان عندكم وهو سيئٌ؟ وقد تُصاحبها مهموزة أخرى أأقام فلان ....؟!!
وترد على صيغة الفعل المستقبلي
قال امرؤ القيس:
(مُقيم ما أقام عسيبُ ..)
وعسيب جبل معروف، وتتصرفُ هذه الكلمة فيردُ مثل:
أمقيم محمد عندكم ..؟
أمقيمة خديجة لديكم ..؟
ويُصاغُ منها المفرد كما ذكرتُ والمذكر.. والمؤنث.. والمثنى.. والجمع حال: (التذكير.. والتأنيث)، وقد ينطقُها البعضُ بحسبِ اللهجةِ فأهل الساحل واليمن يقولون: (ها أقامه يمكم ..) بهاء مُهملة.
ومن أهل جيزان من ينطق بها: (أم مقيما عندكم ..؟) يُريُد بهذا أمقيم عندكم ..؟ لكنهم يمدون الألف لهجة.
وبعض سكان الطُّوال.. وصنعاء.. وزبيد.. وبيحان ينطقون بها: (أم قام عندكم) يُريدون: (أقام ...) ومن أهل: ليبيا.. وتونس.. والجزائر من ينطق بها:
(هم مُقيم عندكم) يُريدونَ: أمقيم عندكم؟ على سبيل السُّؤال.
وأقام: لغةٌ سماعيةٌ وردت كثيراً في مطولات الآثار لكن تتغير مُتصرفاتها بحسب لسان كل بلد كما ورد آنفاً ومؤداها واحد ليس ثمة اختلاف ويدرك السامع لها هنا وهناك ضبط مُرادها إذا كان مُلماً بشيء ما من لهجات القوم الآخرين، وذلك أنّ الأمر فيه سعة واضحة للنطق بها على غرار قويم، لكن يبقى دفع المخالف لمثل ذلك بلازم نظر اللهجات بين أناس مختلفين، ولهذا نزل القرآن بسبع لهجات تضمها لغة العرب وتعود اللهجات إليها كل ذلك تنزيل من حكيم حميد.
وجاء في الأثر أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه صلّى خلف إمام فقرأ الإمام قراءة لم يعهدها عمر فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمر: إنّ هذا يقرأ بغير القراءة التي علمتني إياها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للإمام: اقرأ، فقرأ، ثم قال لعمر: اقرأ فقرأ، ثم قال صلى الله عليه وسلم: هكذا نزل القرآن.
بريد الخميس
د. بهيان بن حادي المنهالي - الإمارات العربية المتحدة:
لكَ من التقدير والعرفان بالجميل مثل ما بثثته إليّ عبر.. الموقع.. وكذا البريد: الرياض ص. ب 225577 - 11324، أما العلة التي ذكرها سيبويه في (الكتاب) فإنه يقصد بها (مرضاً خفياً) يدخل المفردات خاصة (الشعر).
وقد تطرّق سيبويه في كتابه إلى غالب العلل وأكثر من: (علة الضرورة الشعرية) في سِفره ذاك، وليسَ المرادُ بالعلِة الشعرية هُناك الخلل في (المشاهد) أو (المفردات) لكنها علةٌ تقتضيها حالة الشعر ويسير معها سيراً حسناً. وأنت ترى د. بهيان: أنّ سيبويه تلميذ بارع موهوب تخرّج على يد جملة من كبار (علماء الحديث) هو والخليل بن أحمد الفراهيدي، هذا من جانب ومن جانب آخر فإنّ العلة عند (علماء الحديث) عيبٌ يقدحُ في صحة السند أو صحة المتن مع أنّ الظاهر السلامة من ذلك فهُناك علةٌ عند (سيبويه)، وهُناك علةٌ عند المُحدثين، وفرقٌ بين هذه وتلك.
سرور بن أحمد آجا الفتة - جدة
حديث (أنّ رجلاً كان يتغزل بزوجته ويُنشد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال له بعد أن توقف عن الشعر: أكمل، أو لا تتوقف).
هذا حديث (باطل).
هيفاء أ. م. - جامعة الملك سعود - الرياض
-
- الرياض