تأليف: كمال بومنير
الناشر:الدار العربية للعلوم2010
الصفحات: 168 صفحة من القطع المتوسط
يتناول الكتاب النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت، «نظراً لغنى وتنوع كتاباتها المنفتحة على مختلف المرجعيات الفلسفية الكبرى ومواكبتها للإشكاليات المعقدة المطروحة في المجتمعات المعاصرة، وللتحولات الفكرية والاجتماعية والسياسية لعالمنا المعاصر. ولعل أهم ما يميز هذه المدرسة الفلسفية يتحدد في كونها اتخذت النقد منهجاً، وحاولت القيام بممارسة نقدية جذرية للحضارة الغربية قصد إعادة النظر في أسسها ونتائجها في ضوء التحولات الأساسية الكبرى التي أفرزتها الحداثة الغربية، وخاصة في عصر الأنوار، الذي يعتبر نقطة التحول الأساسية والجوهرية في مسار هذه الحداثة، كما لعبت دوراً هاماً في رصد مختلف الأعراض الباثولوجية (المرضية) التي عرفتها المجتمعات الغربية..».
يناقش المؤلف فكرة التقدم الإنساني وتحرير الإنسان التي طرحها المشروع التنويري في القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر في أوروبا. الذي سرعان ما تحول إلى أسطورة تخفي وراءها السيطرة والهيمنة بحيث لم يعد هذا المشروع مؤهلاً أو قادراً على حماية وتحرير الإنسان من مختلف أشكال السيطرة التي أصبحت تهدد وجوده، وخاصة في ظل النظم السياسية والاقتصادية الشمولية، أو التوتاليتارية التي بلغت أوجها وقمة طغيانها في اللحظة التاريخية الحاسمة والخطيرة التي عايشها فلاسفة مدرسة فرانكفورت، أي بعد صعود النازية وما حل بأوروبا في تلك اللحظة التاريخية، حيث اختفت الحرية وغاب العقل وتراجع التقدم بمفهومه الإنساني. يرتكز هذا الكتاب في دراسته للنظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت على ما جاء به المفكرين الأساسين لهذه المدرسة والتي تم تطورها خلال ثلاثة مراحل أساسية، المرحلة الأولى التي تأسست فيها هذه المدرسة في بداية العشرينات من القرن السابق عندما تجمع مجموعة من الباحثين وعلى رأسهم ماكس هوركهايمر وفريدريك بولوك وفرانز نيومان ثم ثيودور أدورنو وهربرت ماركوز، الذين يمثلون الجيل الأول لهذه المدرسة الفلسفية. أما المرحلة الثانية فضمت كل من يورغن هابرماز وكارل أوتو آبل وألبرشت فيلمر وكلاوس أوفه، أما المرحلة الثالثة فيمثلها في العصر الحاضر أكسل هونيث بشكل أساسي الذي يعتبر رائد الجيل الثالث ومدير معهد الدراسات الاجتماعية بفرانكفورت.
يضم الكتاب ترجمة لبعض نصوص ممثل الجيل الثالث «أكسل هونيث» والتي جاءت تحت العناوين الآتية: 1- الإرث الفكري للنظرية النقدية، 2- ثلاثة أشكال معيارية للاعتراف، 3- أشكال الازدراء، 4- من براديغيم التواصل إلى براديغيم الاعتراف، 5- حول راهنية فلسفة الحق لهيغل.
-