تولد المناسبة ويولد الشعر، الذي قد يبدو هزيلاً لحظة ولادته، فإذا ما تعافى بدا وكأنه ولد للتو. دكتور ناصر الحجيلان، إليكم القصيدة بعد بعثها:
ها قد غدا لظنوننا رُجحانُ
ولفكرنَا وعطائِنا عنوانُ
بعد انتظار مُقلق وترقب
ثبت التأرجحُ واستوى الميزانُ
ورست على الجوديّ أحلامُ الألى
طمعوا بها فتراجعَ الأقرانُ
ولي الثقافة في البلادِ مثقفٌ
فرحت بمطلع سعدِه الأكوانُ
رجل يكادُ الجودُ ينطقُ باسمه
لو كانَ للبذلِ السخيّ لسانُ
رجل كأن الغيث فيضُ يمينه
وكأنّه من فيضها الغدرانُ
وكأنّه بحرٌ يجمُ كنوزه
وكأنّه الياقوتُ والمرجانُ
وكأنّه، لا شيء يُشبه ناصرا
في الكونِ إلا مزنُه الرَّيانُ
من قال إنّ الجودَ ولى عصرُه
يا حبذا يجمعه فيه زمانُ
يا واهبَ الحسناتِ دون ترددٍ
بجهودِ مثلك يُعرفُ الإحسانُ
فرحَ المُثقفُ والثقافة كُلها
فتسابقَ الرَّسامُ والفنانُ
والشعرُ أقبلَ ناضجا متبخترا
فتسامتِ الألحانُ والأوزانُ
وتفاءلَ الأدباءُ في أكوانهم
فتبسمَ الأشياخ والفتيانُ
عهدٌ جديدٌ للثقافةِ عندنا
وعي وبذل صادقٌ وأمانُ
يا معشرَ الأدباءِ هيّا أبدعوا
فلقد تصدّرَ للبيانِ بيانُ
خلوا السبيلَ لفكركم وعطائكم
فلقد توشحَ زهرَهُ البُستانُ
بعدَ انقطاعٍ للرجاءِ وفترةٍ
بعدَ (السّبيل) أسبلَ الرحمنُ
جاء الحُجيلان الكريمُ فازهرتْ
كلَّ الغصونِ وسالت الوديانُ
ذا ناصرٌ، والنصرُ معقودٌ به
وبعزمهِ ما مرّتِ الأزمانُ
-