Culture Magazine Thursday  09/06/2011 G Issue 345
فضاءات
الخميس 8 ,رجب 1432   العدد  345
 
بين السَّكينة والسِّكينة
عفوا.. أقلوا على الدكتور الحجيلان ..!
عبد الجليل بن ناصر الأحمدي
-

شنت الأستاذة سهام القحطاني -بلغة انفعالية- هجوماً قاسياً على الرجل الحليم المهذب الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، وليس مقالي هذا ردا عليها، بقدر ما هو إيضاح لبعض ما خفي على الأستاذة الكريمة بسبب العجلة، واجتزاء الكلمات دون الانتباه لسياقها الوظيفي، وبخاصة أن حكمها -كماقالت- كان:(من أول وهلة) !.. ولتسمح لي الأستاذة سهام مناقشتها في نقاط:

أولا: لا أدري ما علاقة «الكاريزما» الشخصية بالثقافة أو بموضوع المقال؟ وما فائدة المقارنة الشكلية بين الوكيلين: السابق والحالي؟ عفواً: لا أدري. ثم لو احتكمنا -جدلا- إلى علم الجمال فهل سينصفنا؟ والجمال كالأدب له نظرياته العامة، أما التذوق فيكاد يكون شأنا شخصيا بحتا.

ثانيا: اعترضت الأستاذة على تعيين الدكتور وكيلا بسؤالها الإنكاري «فعلى أي أساس تم اختياره؟» وهو سؤال أظن أنه يوجَّه إلى غير الدكتور الحجيلان.. ولو كتب في مقال آخر -وليته لا يكتب- لكان أولى.

ثالثا: الحكم على النوايا وعلى الإشارات الذهنية ليس شيئا محموداً عند المثقفين والمثقفات، غير أن الأستاذة الكريمة حكمت -عن بعد- على قول الدكتور: «إذا قرر مجلس الإدارة أن تترأسه امرأة» وقررت أنه تمييز ضد المرأة! وكأنها نسيت أن الذي ينتخب رئيس النادي إنما هو مجلس الإدارة وليس وكيل الوزارة!!

رابعا: قالت الأستاذة «طلب من المثقفات تقديم البرامج الثقافية دون أن يطلب بالمثل من المثقفين»، وليتها أدركت أن كلام سعادة الوكيل إنما كان جوابا على سؤال، والجواب إنما يكون -ياسيدتي- على قدر السؤال، فإن شككتِ فاعلمي أنه لو سأله رجل لسمع الجواب نفسه.

خامسا: التناقض بين قولها الذام: سعادة وكيل الوزارة للشؤون الثقافية ما زال في «كيجي ون» ثقافة وما زال في طور «التعرف على الواقع الثقافي» وقولها الآخر المادح: «قدَّرتُ مضامين الأجندة الثقافية الخاصة للوكيل الجديد». ومثله في التناقض: أنها نصحت سعادة الوكيل بـ»الدبلوماسية الثقافية»، ولا أدري هل تعُدُّ الأستاذة سهام مقالها هذا دبلوماسية ثقافية؟

ومثله: تناقضها في تهنئة الدكتور الحجيلان في آخر المقال والتهجم الذي يشبه الإلغاء في أوله.

سادسا: الحدة.. والانفعال.. حيث وردت كلمات غير إيجابية، مثل: «وما لم يفهمه الوكيل الجديد» مما أنزه قلم الأستاذة عنه.

سابعا: مخالفة القانون الإعلامي الجديد (تعديلات خادم الحرمين الشريفين على نظام المطبوعات والنشر) الذي يمنع التعرض للشخصيات الاعتبارية.

ثامنا: همسة عربية: وردت في المقال هفوات نحوية وصرفية لا يجوز أن تصدر من طالب، فما بالنا وهي تصدر من معلمة لغة عربية!!

تاسعا: إحالتها القارئ إلى ألغاز وأحاجي، كقولها «أظنه يحتاج إلى أشياء أخرى» !!

عاشرا: رفض الأستاذة سهام تعيين الدكتور الحجيلان وكيلا، قابله رضا بالغ فيما لو عينت الوزارة في المستقبل وكيلة! ولا أدري هل هذا من الأستاذة تمييز ضد الرجال؟ أم ماذا؟ ولماذا لا تطالب بانتخاب الوكيلة؟

ثم ختمت الأستاذة مقالها بسؤال: «والوزراء على دين ملوكهم» أليس كذلك يا معالي الوزير؟» الذي أفهمه من العنوان أن المقال عن الوكيل الجديد، فما الذي أقحم الوزير؟ لكن يبدو لي أن المقال كله غير مترابط موضوعيا إلى درجة يمكن تشبيهه بالكشكول أو المسودات وفي رواية: الخربشات.

أخيرا: السكينة -بتخفيف الكاف- خير من السكينة -بالتشديد، والحق يعرف بالمنطق، ويزداد أناقة وجمالا بفن التعبير، وليس بأسلوب آخر، وإن عجبتُ فإنما أعجب من هجمة بعض الأقلام النسائية على إخوانهن الرجال، وكأن تلك الأقلام -بلسان الحال- تقول: لا يحق للرجل التحكم، ولكنه يجوز لنا التهكم..!

وإخوان حسبتهم دروعا

فكانوها.. ولكن للأعادي

وخلتُهم (سهاما) صائبات

فكانوها.. ولكن في فؤادي

-

+ الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة