Culture Magazine Thursday  05/05/2011 G Issue 340
كتب
الخميس 2 ,جمادى الثانية 1432   العدد  340
 
قراءة في مجموعة باشا مباركي «حب إلكتروني»
قاصة متمكنة ذات لغة جنوبية حميمية
عمرو العامري
-

لم تحظ مجموعة القاصة باشا مباركي (حب إلكتروني) بما تستحق من القراءة والمتابعة والتعريف بها، رغم أنها تجربة قصصية متميزة وناضجة.

القاصة باشا المباركي من جازان ومن مدينة صامطة تحديداً وتعمل مدرسة للغة العربية في إحدى مدارسها وحاصلة على بكالوريوس آداب، هكذا تقول سيرتها الذاتية.

المجموعة صدرت في عام 2010م عن نادي المنطقة الشرقية الأدبي، وتقع في مائة وعشرين صفحة من القطع الصغير وعدد نصوصها تسعة عشر نصاً قصصياً.

ولعل أول الأسئلة المطروحة هو: لماذا لم تصدر المجموعة عن نادي جازان الأدبي؟ لماذا صدرت عن نادي الشرقية الأدبي، وما هو دور نادي جازان الأدبي؟ هذه الأسئلة وغيرها تفتح موضوعاً آخر وهو مدى مواكبة نادي جازان لتطلعات مبدعي ومثقفي المنطقة الغنية، ويطرح أسئلة أشد مرارة عن شفافية ومصداقية النادي في احتواء المبدعين وتقديم نتاجهم.

عنوان المجموعة (حب إلكتروني) وهو عنوان له دلالته، حيث استخدمت النصوص الفضاء الإلكتروني مسرحاً لأحداثها، سواء فضاء (النت) أو فضاء (الهاتف الجوال)، كقصص (عجز)، (بلوتوث)، (حب إلكتروني)، و(قصة تمرد) وباقي فضاءات المجموعة تتوزع أماكنها وشخوصها بين السوق والمدرسة وخيال الكاتبة، ولعل الدلالة التي نشير إليها هي محدودية عالم الأنثى في محيطنا المجتمعي وبالتالي غدا الفضاء الإلكتروني وفضاء البوح هو الفضاء المتاح.

باشا مباركي قاصة متمكنة ذات لغة جنوبية حميمية تترواح قصصها مابين الواقعية أو النص المفتوح، وفي كلا الحالتين تظل نصوصها مقنعة بشخوصها وفضاءاتها دون تكلف، وتنقلك إلى فضاءات ومفردات جنوبية وشعبية حتى في أشد قصصها قسوة كقصة (وللجدران أحلام أخرى)، وكل شخوص قصصها قريبة وتحس أنك تقابلها وتعايشها كل يوم، سواء في السوق أو في المدرسة أو في الشارع.

ولعل الملاحظ في نصوص المجموعة اهتمام القاصة بالألوان والتفاصيل الصغيرة، حيث يلاحظ أن لها ولع كبير في نصوصها بذكر الألوان، فهي تقول مثلاٌ في قصة تهيؤ: (وضعت في الغلاية قليلاً من السكر والبن وخيطاً واحداً من الزعفران الأحمر، بعد غليانها سكبتها في فنجان صغير محلى بشريط ذهبي).

وفي قصة حقائب تقول: (واحدة كبيرة للغاية لونها أزرق شاحب)، ثم تقول: وجدت مفرقعات نارية مع ولاعة حمراء، وفي قصة الباب الثقيل تقول: (سارة تقف ببلوزتها الحريرية البيضاء والمنقطة باللون الأحمر الرمادي)، وهكذا باقي النصوص تأتي دائما بألوانها وتفاصيلها الصغيرة، وتظل المرأة دائما مغرمة بالتفاصيل الصغيرة كما تقول الكاتبة ليلى الجهني ولهذا تعشق الدانتيل والقول لليلى.

قلنا إن النكهة الجنوبية واضحة الحضور في النصوص من خلال الروائح أو المفردات المحلية كما في قصة (موال جنوبي) وقصة (ورقة منسية) وقصة (من ذاكرة السوق).

كما تحضر فضاءات المدرسة كثيراً، كون الكاتبة تعمل في مهنة التدريس، ومن خلال هذه النصوص ندخل إلى عوالم الطالبات المشبع بالحصار والتجاوزات المفترضة وحالات التمرد والتي ما تنتهي دائما بالهزيمة، كما في نصَّي: (الباب الثقيل) و(أوراق من دفتر طالبة).

مجوعة القاصة باشا ورغم أنها الأولى إلا أنها جاءت ناضجة ومكتملة، فالقاصة متواجدة على الساحة الثقافية منذ عشرين عاماً ولكن باسم مستعار.

-

-جدة

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة