Culture Magazine Thursday  05/05/2011 G Issue 340
أقواس
الخميس 2 ,جمادى الثانية 1432   العدد  340
 
ماجد الجارد:
لم يعد للمعاق بصرياً أي عذر في تخلفه عن المواكبة
-

الثقافية - عبد المحسن الحقيل

ماجد الجارد شاب في الثلاثين من عمره.. فقد نعمة البصر لكنه لم يفقد الإرادة ولم تخمد عزيمته وأصر على المشاركة في المشهد فكانت روايته «نزل الظلام»، وأصر أن يكون عنصرا فاعلا فاقتحم فضاء الشبكة العنكبوتية بكل برامجها وتعقيداتها فنجح ونافس.

(الثقافية) تسعد به ضيفا كريما ليتحدث بنفسه عن تجربته..

ما الشرارة التي حرضت ماجد الجارد على اقتحام عالم الشبكة العنكبوتية؟

- أولا النت تحول من كونه شكلا كماليا لكونه ضرورة للتواصل مع الآخرين وللردود والإضافات والنقد والتعليقات ولتبادل الأفكار ومن هذا الأساس كان حرصي على وجود النت ليكون مهما في حياتي وهناك برامج مساعدة كثيرة سهلت التعامل الأمثل مع النت.

هذا يعني أن الشبكة باتت ضرورة بالنسبة لك؟

- إن الخروج من عباءة النت اختصر الكثير من المسافات على الكاتب فوجوده له نوع من التفاعل مع النص لأن نصه هذا قد يواجه الانتقاد كما يواجه التأثير مع قراءات أخرى وزوايا أخرى تتكشف له بخلاف الطرق التقليدية التي كانت موجودة قبل وجود الإنترنت وتغلغلنا في عالمه.

ماذا عن البرامج البصرية والتي تعتمد على المشاهدة.. كيف تتعامل معها؟

- يجب أن نفهم أن هذه الأشياء البصرية لا يستطيع أي برنامج في العالم التعامل معها ولكن هناك نقطة مهمة وهي أن الحياة ليست ما نراه بل ما نبصره حقيقة فأنت ترى أشياء كثيرة لكنك لا تبصر كنهها فالنت لا يوجد به شيء بصري فقط بل يعتمد على النصوص والصوت ثم تضاف لها الأشياء البصرية كعنصر ثالث.

كيف تتعامل مع النصوص المكتوبة؟

- أتعامل معها بشكل عادي جداً كالبرامج العادية على الوورد ومواقع النت أتاحت فرصا كبيرة لطرح النصوص فأنت تشاهد أعداد القراء ومن تجربتي في روايتي (نزل الظلام) أعطتني حافزا بأني أسير على الطريق فالتهاني التي وصلتني بصدور النزل تصل قبل نزولها للأسواق وقبل انتشارها فبماذا نفسر هذا إلا أنه دلالة على تفاعل أكبر وعملية تثاقف أكبر.

قلت إن هناك برامج تحول المكتوب إلى مسموع.. حدثني عنها.

- هي نوعان:

أ- إما أن تكون صوتية مزودة بأصوات ناطقة

ب- أو برامج تحول النص إلى أسطر على طريقة برايل.

وكلا النوعين يعتمد تحويل ما يكتب في الشاشة إلى مخرج صوتي أو مخرج برايل ومن هنا يأتي اختيار الكفيف حسب رغبته بنص صوتي أو أن يقرأ بطريقة برايل.

جهازك المحمول لا أرى فيه أحرف بطريقة برايل فكيف تعلمت الكتابة عليه؟

- الطابع الجيد يكتب 80 كلمة في الدقيقة تقريبا فهل هو يشاهد اللوحة عندما يكتب؟.. طبعا لا فهي مسألة مهارية ومن خلال محادثاتنا على النت ووجودنا على الفيس بوك جعلت هناك فرصة للمعاقين بصريا أن يخرجوا للناس دون أن يصنفوا لأن هذا الذي يتعامل معك لا يعرف هل هذا الشخص كفيف أو أصم أو على كرسي وهل هو رجل أم امرأة فهو لا يهمه إلا الفكرة المتداولة بغض النظر عن قائلها.

كيف تعلمت الكتابة ؟ هل هناك برامج ساعدتك على ذلك؟

- لا.. إنما هو مجهود شخصي.

كيف؟

- بمجهود شخصي لأنها الحياة.. أكون أو لا أكون داخل الحياة أو خارجها وحين توضع أمام هذا الخيار فأين تريد أن تكون؟

إن رضيت بالبقاء خارجها فلا تحاول ولا تجرب أن تطور نفسك لكنك إذا أردت أن تكون في قلب الحياة لا بد أن تحاول مرة واثنتان وألف مرة وفي يوم من الأيام ستصل.

حدثني عن تلك البرامج الخاصة بالمكفوفين وكيفية تعاملك معها..

- هناك شركات كثيرة وتحديد برنامج معين صعب جدا وكل فترة يظهر برنامج بمميزات أكثر لأن النت يتطور ونحن بحاجة إلى برامج توازي هذا التطور وكل برنامج يحقق ميزات أفضل فهو برنامجي لكن هناك نقطة مهمة وهنا أرغب في وجود قانون عن طريق مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وهو أن تكون البرامج إما نصوصا فقط أو نصوصا مع صور كما في المواقع الشهيرة وقد كنت في مؤتمر عام 2009م في قطر ويدور حول التقنية وإعادة التأهيل وتحدث عن المواقع العربية وأنها لا تهتم بالمستخدم فأنت عندما تدخل المواقع الرئيسة عالميا كالهوتميل وجوجل ووكلات الأنباء العالمية ومكتبة الكونجرس الأمريكي تجدها مصممة للمستخدم العادي ومن يستخدم برامج مساعدة ولكن لدينا نفتقد هذه النقطة وإن وجدت فهي باجتهادات من الموقع نفسه.

عندما نخطئ في الكتابة يكون هناك خط أحمر يخبرنا بخطئنا فكيف تعرف أنت أنك أخطأت؟

- أعرف بوجود مدقق إملائي صوتي.

لاحظت استخدام لعبارة معاق بصريا لكنك لا تستخدم عبارة معاق كفيف أو أعمى لماذا؟

- أنا في الرواية لم أستخدم « معاقا بصريا» بل استخدمت « أعمى» وعبارات أخرى ساخرة من أسلوب الحياة التي يعيشونها لكن التنويع في شكل الخطاب مطلوب فعبارات الرواية تختلف عن عبارات اللقاء وبحسب التنوع في الهدف استخدم اللفظة المناسبة.

أنت متهم بأنكم فرغت سيرتك الذاتية في شكل رواية فكانت «نزل الظلام».. هل هذا صحيح؟

- أنا أشفق كثيرا على هذه النوعية من القراء فمن يقول هذا يفتقد لآليات القراءة ويفتقد الوعي أو أنه لا يرتقي لقراءة الرواية فتفسير الرواية بهذا الشكل خطأ.. مثلا عندما يكتب روائي عن الشذوذ فهل هذا يعني أنه شاذ؟ كما إن الرجل يكتب عن المرأة ويتقمص دورها وقد يكتب شاب عن قصة رجل مسن فهل أنا شيخ كبير؟ إن تقاطع ضعف البصر مع نزل الظلام وارد في الحياة والسيرة ذاتية تعتمد على الاستذكار والرواية على التخييل وهناك فرق كبير بين الاستذكار والتخييل وهنا يكمن الفرق بين الأيام لطه حسين ونزل الظلام لأن الأيام قائمة على الاستذكار ونزل الظلام على الأسلوب الروائي.

بطل نزل الظلام يشبهك.. أليس كذلك؟

- أبطال نزل الظلام ثلاثة كتبتهم على مدى سنوات وسامروني وكانوا يبثون لي حزنهم وأشكو لهم حزني ويبهجونني والحقيقة أني بعد تمام العمل شعرت بفراغ كبير لماذا؟

لأني فرغت من الكتابة ومضت الشخصيات في حياتها التي رسمت لهم ومضيت أنا في حياتي فهل يلتقي الغرباء كما يقول صاحب الأطلال؟. .لا أدري.

لكن هؤلاء الأبطال ألا يشبهك أحد منهم؟

- ماذا تقصد بالشبه؟

ظروف الحياة مثلا..الصعوبات التي يتعامل معها ومواقف النجاح والفشل..

- لا.. ظروف الحياة مختلفة في تكوينها عن ظروفي.

أقصد.. ألا توجد شخصية تشبهك تماما؟

- إطلاقا فظروف الشخصيات تختلف عن ظروفي والشخصيات تشترك في إيصال رؤى معينة فالطفل الأعمى قادم من بيئة قروية فقيرة وأمه تعالجه شعبيا وأبوه مهمل وإبراهيم من أسرة متوسطة وأسرته حاولت البحث عن علاج له حسب إمكاناتها بعكس خالد القادم من عالم المبصرين وحصل له حادث فأصبح أعمى فالثلاثة يشتركون في عالم الظلام والظلام لا يعني أنه سيئ فالليل مظلم لكنه ساحر.

لم اخترت أن يكون عملك على شكل رواية؟ لمَ لم يكن فنا آخر؟

- مثل ماذا؟

قصيدة نثر أو نص شعري أو قصة قصيرة مثلا

- لست شاعرا كما أني وجدت نفسي في هذا العمل لأعبر عن فئة تعيش معنا.

هل سيكون العمل القادم لماجد الجارد رواية أيضا؟

- بالتأكيد.

-


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة