Culture Magazine Thursday  28/01/2010 G Issue 296
فضاءات
الخميس 13 ,صفر 1431   العدد  296
 
ترنيمتان للعشق
فريال الحوّار

على وتر البقاء

بعين الحب لن نرى غير الحب

إذا كانت تلك العين تصوره بآلة جوهرية

من عمق أعماقِ وجودنا.

فالحب: إنما هو وعي، كالحرية والجمال

والسلام والسعادة..

وحين نعي هذا الحب حقاً، نرغدُ

بالحياة التي أتينا لنحياها فعلاً في غبطةٍ

وسعادة

وسلام

وأمان وفرح...

من يحب لا يكره، لأن الحب الحقيقي

سمو وارتقاء، ومن يكره لا يحب كونه

لا يعي ذلك الجوهر السامي الرفيع

الذي يتصور كالنور على جوهر العقل

المتألق بجمال ذلك النور؛ لأنه نور الحقيقة

والحياة، وحب الواحد الذي هو مبعث

لكل حب قدسي شريف.

أي عشق لا يرتقي إلى سمو المعشوق،

وأي حب لا يسمو إلى جوهر الحب،

وأي هيام يَظِلُ طريق الحبيب،

كل هذا وذاك صائر إلى زوال.

وحين نسمو إلى جوهر الحب

نسمو إلى الأبدية وجوهر الحياة.

- على نغم الغنى

سحرتني طبيعة الوجود ..إذ تأملتُ

في أسمى معانيها،

وعرفتُ أنكَ جبَلَةٌ منها،

حيث أنت جمالها وغِناها

عِفتُها وطُهرها ونقاؤها .

ساحِرُها الغريبُ أنتْ !

مضيتُ في التأمُلِ حتاك /

حتى الغنى ..

أنتَ زهرُ الحياةِ المتفتح أبداً ..

ووجدانها الناظر أبداً ..

وضميرُها الساهرُ أبداً ..

وثغرُها الباسمُ أبداً ..

فانظرْ كم أنا غنيةٌ بك ؟

وكم أحرص على هذا الغنى ؟

الروح تعشَقُكَ ..

وتبسطُ في عشقِكَ الصمتُ والصفاء

لأنهما جوهرُ البقاء

يبقيان يرتلان ترانيمَ العشق ..

على وترِ البقاء بنغم الأبدية الهامس :

من الأعماقِ ..

إلى الأعماق.

الرياض
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة