إلى الشاعر الإنسان الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي
سائلي الدرب عن غصوني الشقيةْ
وعن الورد إذ بكته العشيّة
وعن الحزن في الحنايا تولّى
خافقا جامحا بريء الطوية
وعن الحب.. كم تراها رأتني
أذرف البوح من جفون خفية
وعن النار في الغضا تتلظى
مسّها الليل فاعترتها الرويّة
سائلي الدرب هل ضفافٌ تدانت
أم نأى الموج للبحار القصيّة
شاعرُ الحلم والضباب مطيرٌ
أمسك النهر في ذراع الصبيّة
ودعا الثغر كي يذوب اعترافا
ودعا الصمت أن يريق البقية
حين سارت ظلالها في انثيال
أسدل السطرُ فاحمَ الأبجدية
سائلي الدرب أينها غزوات
عادياتٌ ومورياتٌ عتيّة
سالفُ المجد يستنيم مهيضا
مذ طوى الأفقُ غضبة مضرية
مذ تلاشى مع الزمان خميس
من كماة رماحها خُطّية
ونبا الأمسُ لالتماع صليل
لا هبوب لنخوة عربية
سائلي الدرب عن سناء فإني
قد رأيت الوفاء يحيي المنيّة
هاله أن يرى الطفولة صرعى
بين الآم شهقة أبوية
عَجَم الضادَ لم يجد من حروف
تصف العهر في الربا المقدسية
ما اصطفى غير الدماء قصيدا
وسوى الثأر صوته البندقية
سائلي الدرب عن أوال وعنّا
كان سهم الهوى وكنّا الضحية
من خليج الرؤى تفانى َصعودا
شاعرا رائيا وروحا أبية
وعلى الرمل من شذاه ربيع
خاصرَ البيد عاشقا وقضية
لحفيف اللقاء.. أهفو.. أمامي
يفتح الشعرُ شقّة الحرية
++++++++++++++++++++++++++++
المدينة المنورة
المدينة المنورة