تابعت عبر هذه المجلة الثقافية الرائدة في أطروحاتها.. الرحلة الماتعة التي قامت بها ثلة من الأكاديميين والصحفيين السعوديين إلى بلاد حضرموت.. بدعوة كريمة من ثلوثية الشيخ المحامي الدكتور عمر عبدالله بامحسون.. ورعاية الوجيه المثقف المهندس: عبدالله أحمد بقشان والشيخ عبدالله باحمدان.. بمناسبة إعلان مدينة (تريم) عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام.. لما لها من تاريخ عريق وحضارة سامقة بين مدن حضرموت.. المنشورة تفاصيلها في عدد يوم الخميس 8-5-1431هـ في هذه المجلة.. والتي قال عن مكانتها التاريخية وقيمة آثارها الأديب الشاعر: اللواء عبد القادر عبد الحي كمال أحد المدعوين في مقالة نشرها بهذه المناسبة في هذه المجلة ص(5) بنفس التاريخ بعنوان (تريم العلم والجوامع والتراث) وأنها (سميت مدينة تريم باسم بانيها تريم بن حضرموت وهي سكن السادة آل باعلوي.. وأول من استوطنها منهم جدهم الأكبر أحمد بن عيسى بن علي بن جعفر الصادق.. قدم إليها من البصرة عام 345هـ وتقع تريم على الضفة اليسرى لوادي حضرموت محاطة بالمرتفعات الرسوبية ومناخها قاري نسبي ومن حصونها حصن (الزناد وحصن العُر) وتكثر فيها المساجد بما يفوق غيرها وأشهرها مسجد المحضار والمتميز بعمارته ومئذنته الفريدة) وقال عنها المؤخر الأديب الدكتور عبد الرحمن الشبيلي الإعلامي المعروف في محاضرة ألقاها بهذه المناسبة: أوضح فيها ما بين مكة المكرمة ومدينة تريم من توافق في التراث وأنها - أي تريم - مدينة الجوامع والمدارس العلمية ومجالس العلماء والفضلاء وصوامع المخطوطات ودور الفقه والإفتاء وهي مخزن ضخم للتراث الفكري ويكفي أنها بعراقتها تضم أكبر مكتبة للمخطوطات (دار الأحقاف) ويقول الهمداني في الإكليل (بأن تريم موقع الملوك من بني عمرو بن معاوية وهم الفصل الكندي الرئيسي في حضرموت الذين ينسب إليهم الملوك من كندة).

وختم اللواء عبد القادر كمال مقالته بقصيدة ميمية جميلة ألقاها في كلية التربية بجامعة حضرموت في سيئون بعنوان (تحية حضرموت) نصها:

تحية حضرموت

جئت أشدو في محفل التكريم

بين صيد من خيلة وتريم

والمكلاّ ودوعن وشبام

ومغاني الإجلال والتعظيم

وألاقي في حضرموت رجالا

أشعلوا النور وسط ليل بهيم

جئت من نجد للجنوب أغني

ومشيداً بكل شهم كريم

من رجالاتكم بناة المعالي

ومقيمي منارة التعليم

كم أشادوا في كعبة الله ذكراً

يتهادى من زمزم للحطيم

ولهم في اقتصادنا نفحات

عينها من مزاجة التسنيم

جئت يا حضرموت ملءُ شعوري

شكرا من ساهموا بخير عميم

حاملا مصحفي وطيب بلادي

وسلاماً من كل قلب حميم

في إهابي أريج زهر الخزامى

وصلاة من مسجد التنعيم

وعلى مفرقي إضاءات قومي

من قريش وعنزة وتميم

جئت يا حضرموت فيك أغني

سامرياً من سامري القصيم

فاعذريني إذا تعثر بوحي

ما أنا اليوم محسن البارومي

وإذا ما أجدت ترجيع لحني

فلأني في الشعر أو في تريم

أما مدير التحرير للشؤون الثقافية بجريدة الجزيرة المشرف على هذه المجلة وأحد رفاق الرحلة الدكتور الأديب الشاعر: إبراهيم بن عبد الرحمن التركي الناطق الإعلامي للوفد فقد عطر أجواء الرحلة بقصيدة لامية عنوانها (في وادي دوعن) نشرت في العدد نفسه ص(3) نصها:

في وادي دوعن

رحلة العمر ساعة للتجلي

ونداء الحياة: من لي بخلي؟

كان قربي فما استطعت نداه

كان شمسي فما استفأت بظل

غاب، والناس لم تغب، يا لقلب

لا يرى في الوجوه روحا تصلي

هو تقواي حين يؤذن فجر

وهو نجواي يوم يهبط ليلي

هو ذنبي لا يغفر الناس ذنبا

غير أني بحضرة الله؛ من لي؟

جئت يا صاحبي لأدفن شوقي

في رباها؛ لعله طيف وصل

فوجدت المشوق زاد اشتياقا

وقرأت الحنين في خصب فحل

وبدا دوعن (1) يناجي خيالا

لم يغب عن سمائه لون نخلي

أيقظت ما ظننته مات مني

فإذا بي أراه في حب أهلي

يا أبا فيصل (2) أعدت ناء

وملأت الجمال في كل رحلي

صرت أشتاق؛ ما الحنين أنين

بت أدري أن الولاء برملي

ولرمز الوفاء نبض التحايا

دمت حسنا محسون (3) يا فيض نبل

وأختم هذه المتابعة الشيقة لأصداء هذه الرحلة الجميلة في تخطيطها وتنظيمها والتي قامت بها مجموعة من الموظفين والأكاديميين ورجال الإعلام السعوديين إلى حضرموت مشيدا بالحلقة الأولى من الدراسة الأدبية التراثية التي كتبها الأخ الأديب الشاعر اللواء عبد القادر كمال بعنوان (رجال من حضرموت) وكانت أولاها عن القاضي شريح بن الحارث بن قيس المنشورة في عدد يوم الخميس 29-5-1431هـ من هذه المجلة وهي نواة لدراسة مستفيضة ومتتابعة كما فهمت من كاتبها - وفقه الله - لشخصيات من حضرموت لها تاريخها ومكانتها.. وتتوافق مع مناسبة الرحلة وفكرتها.. والله الموفق.