كتبتُ عن اللغة أنها موهبة وقد ينفع الاكتسابُ لكن ليس بذي طول لأن صاحبه يعوزه ليس الفهم لكن جودة الفهم، ولذلك حين صنّف سيبويه: (الكتاب) قالوا: ماله ولعلم اللغة؟ وكيف يُصنفُ في النحو..؟
ولعل في جُل تساؤلاتهم بعض الحق لأنهم أخضعوا (الكتاب) أخضعوه لفهم مُكتسب على موازين يطرقونها ليس سواها.
نعم: (اللغة موهبة - وأخلاق - وحُسن تصرف - وسلوك سبيل التأني - وجودة اللفظ - وأدبه - وتواضعه - وطرح الأنا).
ولهذا ودّع سيبويه الشانئين له لكنهم لم يدعوه بحكم جَلَدِهم، فأبى الله تعالى إلا (الكتاب) وهذه لعلّها في إشارات أزفها إلى المعنيين عن: مناهج اللغة والأثر وذلك لارتباط اللغة بالأثر، ولأن اللغة هي أرض العلم بها يسير وعليها يسلك.
ولعلّ من أول ما يتبادر إليّ نحو هذا ما يلي بعد إدراكنا أن علم اللغة موهبة:
الأول: وضع نخبة لغوية ممتازة هادئة طويلة النفس بعيدة الفور وذلك للاطلاع على ما سوف يُنشر أو يُقرأ من: دراسات - وبحوث - وتقريرات علمية - ومقالات مُعتبرة.
الثاني: مُراجعة أولية - وثانية - وأخيرة للمناهج العلمية المدرسية من الصف الأول الابتدائي حتى السنة النهائية للجامعة شريطة عدم سوء النقد بعبارات توحي (حب الترؤس) ذلك أن من ساهم في كتابة المناهج هذا جهده ولعله مبلغ طاقته وقد تكون المراجعات نفسها فُهمت حسب تصورات ذهنية لم يردها المساهم، وهذه النقطة تحتاج إلى بسطة في العقل والخلق.
الثالث: من (ألف فقد استهدف) ولعلَّ المساهم في كتاب أو منهج أو خطاب أو بحث أو درس أو مقال ود من الغد لو أنه عدَّل أو غيَّر أو زاد أو نقص ومثله المصلح أو الناقد، فمراجعة النفس والعبارات، ومراجعة آليات الطرح بحسن نية وتواضع هذه أظنها الظن كله لا بعضه: (موهبة).
الرابع: أن تكون هذه النخبُ في كل جهة لها علاقة وطيدة وثقيلة فيما يكتب أو ينشر أو يُصنفُ أو يذاعُ أو يُقررُ، وأن يكون هناك تقارير تكتب عن كل جهود ما تبذله كل نخبة للاستفادة من ذلك، وجعل هذا في ملف خاص مسؤول يُعادُ إليه عند الاقتضاء.
الخامس: عرض ما قد يرد من الآثار والروايات على نخبة حافظة واعية جيدة الفهم لمعاني أحوال الروايات والأسانيد وطبقات الرواة والعلل والشذوذ والتدليس والإعضال.
وهذه النخبة أجزم أنها سوف تُنقي ما يُعرض عليها فلا يكون إلا ما صح وثبت.
وهنا سوف أورد آثاراً تكررت في كثير من الكتب حتى ليظن الظّانُ أنها هي الحق لكنها ليست بذاك مثال (طلع البدر علينا....) لم تثبت - بسند صحيح.
مثال (قصة التحكيم بين أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص) لم تثبت بل قال الطبراني: سندها ليس ثقة.
مثال (نية المؤمن خيرٌ من عمله) لم يثبت.
مثال (كما تكونوا يولى عليكم) باطل.
مثال (ماءُ زمزم لما شُرب له) ضعيف.
مثال (الأقربون أولى بالمعروف) ليست: آية، وليست: حديثاً.
مثال (استاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي) ضعيف.
أفليس هذا كله يوجب مرادي في هذا الطرح؟
يوجبه ما في ذلك شك.
ولستُ أدعو إلى تنقيب كل: كتاب - أو مقال - أو بحث - أو نقد - أو فتوى - لكنني أدعو المعنين للبدء من الآن لنظر هذا الرأي وتدبره فقد يكون سبيلاً جيداً لحماية اللغة والآثار من بعض أهلها.
وهذا يُشكلُ وعياً علمياً جباراً يقف في طريق تدهور علم اللغة وباطل وضعيف الآثار، وليس دوري إلا بذل الرأي فإن كان صواباً فذاك وإلا فالحمد لله تعالى من قبل ومن بعد.
البريد وصل
- م. القحطاني - جامعة الملك سعود
- عبدالله - م العنزي - الرياض
أ- يصلكما المعجم حال نشره
ب- أما (المداخلات) فلها جزء خاص وبعضها أحلل شخصية صاحبها قبل البدء بنقاشه.
- زيد م.ل - حوطة بني تميم سوف أسافر إلى السويد، أو أبعث غيري من أصدقائي.. أرحب بك دائماً.
- خالد العبدالله - جدة (طريق المدينة)
لا أحرص كثيراً على ما تُريده مني.
أشكر لك تقديرك وتواصلك.
- محمد المجنافي الكعبي - الإمارات العربية (القراءُ العقلاء) يُدركون كل شيء لا مانع مما طلبت (وهذه موافقة)
- إبراهيم بن زيد الدعبول المنهالي - الإمارات العربية مسؤوليتي أكبر من ذلك (إنما هي زوبعة)
آمل نشر ما تُريد يصلك كامل معلومات عنه - تقديري لك.
الطائف