Culture Magazine Thursday  27/05/2010 G Issue 312
فضاءات
الخميس 13 ,جمادى الآخر 1431   العدد  312
 
دع القلق وابدأ الحياة
أميرة القحطاني

قبل أيام كنت أعاني نوبة قلق اعتدت على زياراتها المتكررة حيث إنه لا يمر أسبوع إلا وتجتاحني كالطوفان تقلب موازين حياتي وتعكر دواخلي أشعر بأنني أبلغ من العمر مائة سنة أو أكثر أشعر بشيخوخة لا يشعر بها المعمرون، هل شاهد أحدكم أحشاءه وهي تذبل؟ كنت اشعر بأحشائي تذبل عندما تنتابني نوبات القلق تلك يصبح جسدي وهن وكأن روحي تنسل منه ببطء، لا يوجد عدو للإنسان اشد فتكا من القلق، سنين طويلة وهذا القلق يفتك بي وبآلاف البشر قلة هم الذين لا يعانون القلق وقلة هم الذين يعترفون به كمرض.

أنا لا أريد استعراض خصوصياتي هنا أو التحدث عن معاناتي مع مرض ما، أنا لي هدفان فقط من كتابة هذه المقالة.

الهدف الأول: أن أقول شكرا للصديق الذي دلني على كتاب "دع القلق وابدأ الحياة" للكاتب دايل كارنيغي والهدف الثاني: أن أدعو كل شخص لقراءة هذا الكتاب ليس بالضرورة أن تكون لدية مشكلة فالحياة بحث ومعرفة وعلم وثراء وبالمناسبة ليس هناك إنسان خال من القلق والأسباب كثيرة (العمل - متطلبات الحياة - الأبناء - المرض وغيرها من أمور الدنيا.

قبل أيام من كتابة هذه المقالة كنت في أسوا حالاتي النفسية كنت أتحطم من الداخل بسبب القلق وقد قادني موضوع يتعلق بالعمل للاتصال بأخ وصديق عزيز وبمجرد أن سمع صوتي قال: (خير إن شاء الله)؟ أدرك من خلال صوتي أن هناك أمراً ما.

أخبرته بنوبات القلق التي تنتابني فطلب مني قراءة الكتاب المذكور وبالفعل أحضرته في نفس اليوم بالرغم من إنني كنت مقتنعة أن مشكلتي مع القلق صعبة خصوصا وأنها متأصلة في داخلي ولها سنوات طويلة.

بعد الصفحة العشرين زاد يأسي شعرت بان هذا الكتاب لن يمنحني شيئا ثم وبعد ذلك ودون أن اشعر كنت أتحرر شيئا فشيئا من قلقي هو لم ينته ولن ينتهي بهذه السهولة لكنني وجدت بابا أو مخرجا يقودني لاستنشاق الهواء النقي حين يخنقني القلق.

قرأت في الصفحة (37) جملة تدعوني إلى العيش في دقائق يومي دون التفكير في المستقبل.

اللحظة التي أعيشها هي المهمة وهي التي يجب أن أستمتع بها، الإنسان لا يعلم ما الذي سيحدث له بعد تلك الدقيقة فلم يضيعها في المجهول لم لا يستمتع بها؟ يقول المؤلف: الحياة قصيرة دعونا لا نهدرها في أمور تافهة.

أنا لم أنه قراءة الكتاب (الكنز) بعد، توقفت قليلا لكتابة هذه المقالة عند الفصل التاسع وتبقى أمامي (31) فصلا أي إنني شعرت بالتغيير وبالتحسن قبل أن أنهي الربع الأول من هذا الكتاب.

يقول المؤلف في المقدمة "أرجو قراءة الصفحات الأربعة وأربعين الأولى من هذا الكتاب وان لم تشعر انك اكتسبت قوة جديدة وحافزاً جديداً للتوقف عن القلق والاستمتاع بالحياة ارم بالكتاب إلى النار لأنه لن يفيدك بشيء".

حين قرأت هذا الجزء من المقدمة ابتسمت ساخرة لثقة المؤلف الكبيرة بنفسه وكنت اعتقد بأنني سأقرأ الكتاب كله ولن أتغير لأنني قرأت كتبا كثيرة من قبل لم تحرك في داخلي ساكنا.

وبعد أن شعرت بالتغيير عدت إلى الصفحة التي أذابت جليدي فوجدتها قبل الصفحة (44) وهذه المرة لم ابتسم ساخرة بل صفقت كثيرا للمؤلف.

سأنهي الكتاب إن شاء الله وسأكتب عنه وعن تجربتي معه مره أخرى بشكل مفصل.

وللمرة الثانية اشكر صديقي وأخي العزيز الذي دلني على هذا الكنز وأدعوكم بل أرجوكم (اقرءوا هذا الكتاب).

دبي amerahj@yahoo.com
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة