استشرف ونحن نقيم منجز ومسار القناة ((الثقافية)) أن ننظر إليها وإلى عطائها ومنجزها من خلال عمرها الذي لم يتجاوز ستة أشهر.
والعمل الإعلامي وبخاصة المشاريع الثقافية مثل القناة ((الثقافية)) المتخصصة تحتاج إلى سنوات حتى تنضج وتحقق كامل النجاح والانتشار.
إن ((الثقافية)) هي الآن بمرحلة تجريب.. وعلينا أن ننتظر لها من هذا المنطلق وفي إطار هذا السياق.
((الثقافية)) رغم الملاحظات على برامجها كان لها حضور واحتفاء بالشأن الثقافي ما كان ليكون لولا وجودها وحسبها تغطياتها المباشرة التي جعلت كافة الأطياف تعيش وتتفاعل مع هذه المناشط الثقافية في الأحساء وفي نجران أيام الحوار الوطني ، وفي الرياض بمعرض الكتاب ومؤتمر الأدباء ، وفي الجنادرية وفي تبوك وجدة ، وآخرها في باريس في تغطيتها لجائزة الترجمة وغيرها ، فضلاً عن تلك الحوارات الثقافية مع مختلف الأجيال الثقافية.
إنني في الوقت الذي أطالب فيه بالمزيد من جودة برامج ((الثقافية)) فإنني أيضاً أحييها على ما قدمت من عطاء ومنجز ثقافي إعلامي رغم طفولة عمرها وتواضع إمكاناتها.. ومع هذا فقد كان لها جهد ثقافي بجهد الكفاءات السعودية القائمة عليها تلك التي يقودها الإعلامي المثقف أ/ محمد الماضي وزملائه الأكارم وبمتابعة ودعم الوزير د/ عبدالعزيز خوجه.
فرفقاً بها - يا معشر الرفاق - فقناة الثقافية - بوصفنا مثقفين - هي ابنتنا وحقها علينا أن نربت على أكتافها بيد الحنان ، وهي - من زاوية أخرى -
(( طفلة صغيرة)) والتثبيط لها ولخطواتها يكسر خاطرها ولنتعامل معها كما تعامل الشاعر بدوي الجبل مع طفلته :
وهِّيء لها في كل قلب صبابة
وفي كل لقياً مرحباً ثم مرحبا
وهي في الأخير - أي القناة الثقافية - امرأة والمرأة رقيقة تحتاج في نقدها وتقويمها إلى الكلمة الرقيقة تماماً مثل تعرض لنا الكلمة العذبة ، والقصيدة الجميلة ، والحوار البهي البعيد عن صراع السياسة وقراع السيوف !.
وبعد:
إن رميناها - وهي ابنة الستة أشهر - فلنرمها بورد الحدائق ومراود الكحل - حتى ولو خالفنا من نهانا أن نرمي ((المرأة)) ولو بوردة..! ولكن لعل هذه الوردة تكون من ورود شاعرنا ((مسافر)) في قصيدته الباذخة عطراً وطهراً تلك التي وزان فيها بين شفاه المرأة وشفاه الوردة وإن كان انتصر للأولى ونحن معه عندما قال ذات زمان ((وردي)) جميل :
((شفتاك قبَلتا لمى الورد
من منكما المحظوظ بالورد ؟
إن الهوى في القبلتين هنا
يحتار في شفتين من يفدي !
لكنه - يا ثورة الأشواق - هدهده
سحر الَّلمى وعذوبة الشهد))
وقد صدق !.
***
أخيراً:
لننتظر.. وننتظر.. ونعاضد ((صغيرتنا)) قناة ((الثقافية)) وإن جلدناها فلنجلدها بسياط الحب - إن كان للحب سياط - فذلك ما يستطيع تحمله جسدها الغض بدلاً من سياط النقد فجسدها الغض لا يحتمل مثل هذه السياط.. وعندما تشب عن الطوق وتتشكل هويتها وتستوي برامجها حتى ولو لم تبلغ
((الخمسة عشرة)) - كحبيبة نزار لتكون عندها أحلى ألف مرة.. عندها لننقدها كيف شئنا وبالأسلوب الذي يناسبنا.
و:
رفقاً بها يا معشر ((الورَّاق)) !.
الرياض