الثقافية - عطية الخبراني
تجري هذه الأيام التحضيرات المكثّفة للحفل السنوي لجائزة الشيخ زايد للكتاب الذي من المقرر أن يكون في الثالث من مارس - آذار القادم على هامش فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وذلك بعد أن استوفت أمانة الجائزة إعلان الفائزين في كافة فروعها خلال الشهرين الماضيين، وقد كان آخر ما أعلن عنه هو فوز دار نهضة مصر بجائزة النشر والتوزيع نظراً لاستمرارها في الإسهام في نشر الكتاب العربي لأكثر من ستة عقود، ومواصلة تجديد مسارها الذي تميز في العقد الأخير على عدة مستويات كان أولها، مستوى شمول فنون تأليفية ونشرية جديدة مثل كتب الأطفال والموسوعات والمعاجم، والترجمة من عدة لغات وإليها والتعاقد مع مؤلفين جدد واعدين، وثانيها هو مستوى صناعة الكتاب ونوع الورق والتطوير في الشكل الخارجي، والعناية بالتحرير والمراجعة، وآخرها، مستوى وعدد منافذ التوزيع، وشبكة التعاون مع الموزعين العرب والأجانب.
فيما حجبت أمانة الجائزة فرع أفضل تقنية في المجال الثقافي لعدم استيفاء الأعمال المتقدمة للمعايير المشترطة في الفرع.
وقد أكد الأستاذ الدكتور عبدالله الغذامي عضو الهيئة الاستشارية لجائزة الشيخ زايد للكتاب أن الأرقام هي التي تعطي مؤشرات حقيقية عن طبيعة الأشياء، فجائزة الشيخ زايد للكتاب يعتبر هذا عامها الرابع وفي السنة الأولى من مشروع الجائزة كان عدد المتقدمين يفوق الألف وهذا رقم كبير جداً خاصة مع التدشين الأول للجائزة، ثم ظلت الجائزة تستقطب الاهتمام في العالم العربي كله في كافة فروعها وحرصت الجائزة منذ تأسيسها على تحري الموضوعية المطلقة ولذلك صار الترتيب بين لجنة الخبراء التي تفرز الأعمال فرزاً أولياً ثم لجنة التحكيم بحسب الفروع ثم الهيئة الاستشارية التي مهمتها الرئيسة هي مراقبة فعل التحكيم، وعبر المراحل الثلاث الأولى من المؤمل أن الموضوعية والدقة هي الأقرب للاحتمال وتخفيف درجة الانحيازات أو التأثيرات على الجائزة ما أكسبها قبولاً كبيراً، ولا بد من قول كلمة حق في حق الإمارات العربية المتحدة وأبو ظبي تحديداً لأنه عرف عنهم في السنوات الأخيرة حرصهم الشديد على المسألة الثقافية ببعدها العربي، وهذا أمر يحمد لهم ويجب أن نقدرهم عليه والمثقفون في العالم العربي يشعرون بذلك، ومن خلال علاقاتي بالمثقفين في العالم العربي أكاد أقرأ وبوضوح أن الإمارات لها في نفوسهم إحساس كبير ولذلك يحصل الإقبال الشديد بينما هناك تحفظات على جوائز أخرى نكاد نعرفها جميعاً دون التجريح بأحد، وتلك التحفظات إما معلنة أو مخفية والذي يعيش في الوسط يعرف هذه التحفظات، لكنني لا أعرف تحفظاً على الجوائز في الإمارات سواء جائزة الشيخ زايد أو جائزة العويس.
وحول الجوائز الثقافية في المملكة يقول الغذامي: إن الجائزة الوحيدة التي نستطيع أن نتحدث عنها بصدق ونسميها جائزة هي جائزة الملك فيصل العالمية وبالنسبة لها فيما يتعلق بالحقول العلمية كالطب والعلوم والرياضيات فقد كسبت شهرة وموثوقية عالمية كبيرة جداً.
لكنني أعتقد أن الفروع الأخرى تحتاج إلى نقاش كبير من قِبل الإخوة في الجائزة لكي يدرسوا بعض الجوانب؛ فالناس يتحدثون في مجالس الثقافة في عموم البلدان العربية، وأظن أن بعض الكلام يصل إلى أمانة الجائزة، وأنا شخصياً في عدد من المرات نقلت الملاحظات التي أسمعها إلى الأمانة، والتي - وبكل صدق - تتحرك بشدة لمعالجة أي ملاحظة ترد.
وعن رأيه في الجوائز التي بأسماء شخصيات يضيف الغذامي: حتى نكون صادقين لا تحظى هذه الجوائز بموقع عالٍ في نفوس الناس، حتى إنني أعرف أن الروائي نبيل سليمان ظهر في إحدى القنوات بعد فوزه بجائزة لإحدى الشخصيات السعودية وكان يتحدث عنها ببرود وكأنها لا تعني له شيئاً، بينما تحدث عن جائزة أخرى عربية بسيطة وليس فيها مبلغ مادي وكان يفتخر بها جداً. ويتابع: من الأمثلة أيضاً أن عمرو موسى وأدونيس فازا بجوائز لشخصيات ثرية في المملكة ولم تكن تعني لهم شيئاً بل أخذوا المبلغ المالي وانتهى الأمر، فهناك جوائز بأسماء أشخاص لم تحقق لا مقاما ولا قيمة علمية ولا مصداقية ولذلك فإن من يتقدمون لها يريدون المبلغ المالي وينتهي الأمر عند ذلك.