استبشر الجميع بالقنوات الأربع الأخيرة والتي حقيقة تحسب لوزارة الثقافة بحلتها الجديدة، وتحديدا القناة الثقافية ليتحقق الحلم الذي طالما راود مثقفي ومثقفات المملكة بوجود قناة تناقش قضاياهم الأدبية والثقافية وتبلور اهتماماتهم، وتعكس الصورة الحقيقية لمستوى توقعاتهم، خاصة مع وجود وزير مثقف ينتظر منه الكثير, وكبداية لإحداث نقلة نوعية في المشهد الثقافي العام، وبدعم سخي من المؤسسة الإعلامية الرسمية.
كل ذلك من المفترض أن يقارب ما بين التطلعات الطموحة للنهضة الأدبية في المنحى المعرفي الحديث التي تشهدها البلاد، وبين الإعداد التخطيطي والتنفيذي اللازمين لمسيرة هذه القناة الثقافية، وأداء رسالتها المنتظرة.
وما يحصل ينبئ عن عدم جاهزية لتبني حراك ثقافي متنوع يلامس المعقود عليه من آمال كبار. ففي الجانب الإعدادي للبرامج الحوارية الثقافية المفارقة تتسع وبشكل ملحوظ بين المسمى البرامجي وأطراف الحوار، مما يدعونا للتعجب والتساؤل ففي حين يكون «السرد النسوي السعودي» هو عنوان البرنامج في المقابل الضيفة غير سعودية ! وفي مشهد آخر وبابتسامة منمطة تسرف مقدمة البرنامج في كيل مديح منمق لقاص اتسمت قراءته بالتجاوزات النحوية وركاكة الطرح قد يتم فرضه على المشاهد من باب المحسوبية، أو منطلق تبني موقف مسبق في رؤية غير منطقية تحمل استخفافا بعقول المشاهدين، وفي مقابل قولها له (صح لسانك) قصة جميلة!!
نقول: (خلووووووها).
لا شك أن في هذا بداية غير مشجعة لا ترقى إلى مستوى المتلقي الذي يبحث عن المادة التي تضيف إليه كما معرفيا يتوق إليه، ويحسن التعامل معه، وليس البحث عن أشخاص تمثل شكلا بلا مضمون.
وعليه فإن الأمل معقود في القائمين على هذه القناة وعلى رأسهم معالي الوزير, والذي يرى فيه الجميع مكسبا للثقافة والمثقفين، بأن يعاد النظر في الهيكلة الإعدادية والبرامجية, التي تتمشى مع الغرض من إنشائها، أيضاً تفعيل كون الشخص المناسب في المكان المناسب، علما أن الوطن يزخر بكفاءات هي في مستوى المسؤولية فيما لو أعطيت فرصا حقيقية.
حائل