معالي الدكتور إبراهيم العواجي رجل إدارة في إهاب شاعر، أو شاعر ضل طريقه إلى دهاليز الإدارة.. لكنه حتماً استطاع أن يمنح ألقه ودفء مشاعره في جميع المواقف والمواقع التي تبوأها.. إدارياً محنكاً، وصاحب دربة في التعامل مع البشر من منطقات إنسانية وبروح المواطنة التي ما انفكت تسم أعماله وعلاقاته العملية والاجتماعية الواسعة.
وقد شرفت (الاثنينية) بتكريمه بتاريخ 22-5-1416هـ الموافق 16-10-1995م؛ تقديراً لمشواره الإبداعي وما قدمه من عطاء مشكور لخدمة الوطن والمواطنين. وجاء في كلمتي الترحيبية بتلك المناسبة:
«والحديث عن شعر معاليه ذو شجون؛ فقد تشرَّب حُبَّ الشعر وهو غضُّ الإهاب في بادية الرس، ثم صقل موهبته بالدراسة، والمران، وحفظ أشعار السابقين، وتأثر بالمعاصرين دون أن تطغى مدارسهم المختلفة على شخصيته المميزة.. قد نجدُ لديه ملامح من الشعر المهجري، ولمحات من نزار، والسيَّاب.. وبانوراما تضم ألق شحاتة والعوَّاد والزمخشري وغيرهم من أساطين البيان.. ولا شك أن هذا النسيج المتفرد الذي يشكِّل عباءة الشعر عند معالي الدكتور العواجي يدل على مدى تمكنه من أدواته، وعلى واسع اطلاعه ومقدرته التامة على استمزاج مختلف المدارس دون أن يفقد هويته، ومحور إلهامه، ومقدرته على إدارة دفة الشعر حسب انفعالاته وأحاسيسه.. يغوص في جرسها ورنينها.. ولجتها وشُطآنها.. تعبُّ رئتاه من عبير الخُزامى فينفثه شعراً رقيقاً منمنماً بخلجات الذات المرهفة، وتجدُ آثار التجربة في معظم قصائده؛ فهو لا يُعطي من فراغ، ولا يترسم خُطى غيره فيصبح مجرد نسخة عن الآخرين».
هنيئاً لشاعرنا الكبير هذا الحب المتجذر، وأتمنى أن تستمر راياته في مزاحمة الآفاق؛ ليسهم في إرغاد الساحة الثقافية بإبداعاته المتجددة.