Culture Magazine Thursday  21/10/2010 G Issue 320
فضاءات
الخميس 13 ,ذو القعدة 1431   العدد  320
 
جنوبَ الماء
رسالة إلى أبي القاسم الشابي
أولاد أحمد

1

أخيرا.. أخيرا..

وبعد نشيدك والعمل الوطني

أرادوا الحياة فُرادى

ولم يسألوا أحدا: ما الحياة؟

أفعلٌ أم اسم؟

أروحٌ وجسمٌ..كما قال بعض الفلاسفة الأولين؟

بنوا دولة ليس هذا مقامٌ لتعداد أخطائها

وبنوا جامعات عَروضية لا تدرس، في مادة الشعر، من كان أطولَ أو صار أقصرَ من ظله وهو يمشي، بلا جسد في المنام، ولم يأسروا معه لا فراش ولا ظبية في ضفاف في الغدير ولا شاردة.

حفاظا على ما تحلل في اللغة الهامدة !

2

ومن أجل أن يُفردوك، حديثا،

كما أفردوك، قديما،

بنوا فوق قبرك قبرا

لما اعتقدوا أنه أنت بالذات لا أحد تحته

وقالوا:

كفانا من الشعر في هذه المرحلة.

فقلنا:

وما العيبُ في المسألة ؟

على الله سيروا..

ولا تكثروا، في الطريق، على حنظله.

3

وصاروا يغنون

بعد المغني

وقبل المغني:

لنا شاعرٌ واحد

وقصيدٌ فريد

وبيتٌ يتيم هو الشعر مختصرا في:

«إذا» و»الحياة» و»لا بد»

والتفتوا للمعاجم:

ألغوا المؤنثَ ثم المثنى

ومروا على دورة القمر/ الشمس:

لا ثلثاء

ولا أربعاء

ولا فتية يلعبون مع نمرٍ هائجٍ في البراح وفي الحلبة.

هنا السوق فأصرخ لتسمع ياءك في الجلبة !

4

أحبوك

لله بعض

وللشعر بعض

وللخوف من سكتة النظم

بعض

وللشك في التونسية والتونسي

على عادة التونسية والتونسي إذا سئلا عن توانسة آخرين

ولكن حبَّاً كهذا..

ظلومٌ كهذا الذي صار، باسمك، يلحق بالصابرين على ما تبقى من الحس والنحو والقافية

ويفرحهم أن تراقَ القصيدةُ إن لم تكن صافية

5

جنوبيةٌ لا تزالُ القصيدةُ سمراءَ

والظلمُ خمرَ القوي

فما أشبَه الغدَ باليوم بالآن بالتو بالبارحة!

لحفل الجنازة تكفي دموعك، باسمك، تذرفها نائحة!

6

أضفنا إلى الشعر نسبية للحقيقة

للبيت طولا يقاس بحسب الوظيفة

للصوف تقوى البهاليل

للنثر سكرا خفيفا

وللجدران سقوفا وأروقة ونوافذ

لم نلتزم سنّةً في البناء ولا مدرسة

وتلك ضروبُ من الهندسة

سَمّها هلوسة!

7

هنا.. أنت طير

وليست سماؤك تحتَ الحراسةِ مثلَ سمائي

ولا الأرضُ ترضى بأن لا نعيش عليها

مقابلَ شعر يحب الحياة..

بلا جسدٍ وبلا غاية وبلا أجنحة

لذلك تبدو خسائرُنا مربحة. وأحزاننا مفرحة.

8

فلو عشتَ قرنا لهذي الشموع المائة

لغاب عن الحفل نقادك المرجئة

ولكنك الآن حي بنا ولنا

وهم ميتون وأعذارُهم سيئة

سلام عليك أخا أو أبا

وزرْنا ..

إذا،سمح الشعرُ والطقسُ والأهل،بعد ..المائة.

تونس
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة