أنت يا هِبة الدنيا للسينما الأمريكية.. لثقافة أمريكا.
أنت ِ يا غافية على الألم والجوع.
أنت ِ يا طافية على الدَّم ِ والضياع.
من دونك، كيف يصحو أوليفر ستون؟!
كيف يَخرجُ من جحيمِهِ، وكيف يُخْرِجُ؟!
وكيف يروي الموتَ ليعيش؟!
يا بيوت القش المحروقة:
كيف بنيتِ لهم قصوراً في بيفرلي هيلز،
وأمجاداً في هولِيوُود؟!
أنت يا غضة, وصغيرة, وفقيرة
كيف تحملتِ كل تلك الأطنان من النابالم؟!
وكيف خرجتِ من كل تلك الإبادات الجماعية؟!
كيف نفضتِ لتواصلي طريقك للمدرسة، والحقل، والمصنع؟!
بالله كيف؟!
ومن علمك في تلك الحرب الظالمة
أن التشبث بالهوية سلاحُ المنتصرين..
وقاهر المحتلين؟!
أسألك لأنني أرى أهلي يقتلون في أوطانهم..
ويحرقون بالنابالم والفسفور والنووي المنضب في كل مكان
في فلسطين والعراق ولبنان
ويبادون أمام أعين العالم!!
أسألك لأستعيدَ معك حلاوةَ النصر القريب
فأهلي أيضاً متشبثون بإيمانهم، وهويتهم
وأرضهم جنة النبوة والرسالات
وجحيم الله في الأرض للغزاة.
فبينما حضارة الغزاة النابالم والنووي والموت الموزع على الأطفال
حضارتنا، وحضارة الفتوحات:
الكتب، والكتابة، وقوانين العدل
وجنات السلام
سلام عليك فيتنام
وسأدعوك غداً لشرب القهوة العربية التي لا مثيل لها
على كثيب في طرف الصحراء
أو على جانب النهر.. تحت النخيل الحرّ
والسماء التي تخلصت من غربان الفولاذ والدمار.
* * *
* نثرٌ، وإن تقمصته روح الشعر، مُعَدٌّ للترجمة.
mjharbi@hotmail.com
الرياض