Culture Magazine Thursday  21/01/2010 G Issue 295
الثالثة
الخميس 6 ,صفر 1431   العدد  295
 
أبو مدين يحيي (الثقافية )
شكراً أن عدْتم واستكتبوا الصيني

أخي الدكتور إبراهيم التركي..

* سعدت وابتهجت بظهور المجلة الثقافية في جمال منظر ومظهر.. ولقد افتقدها قراؤها عبر الشهور المواضي وأنا أحدهم، وعهدي ب(الجزيرة) المؤسسة الصحافية وقيادييها أنهم حراص على الاحتفاء بالقراء الذين يتابعون الصحيفة اليومية بما تحفل به من مختلف ما يهم القارئ.. وكانت المجلة الثقافية تشغل أطيافاً من قرائها، وهي حفية بهم، وهم حفيون بها؛ لأنها تقدم إليهم ما يعنيهم من المعرفة عبر أنهارها العذبة بكل صورها؛ لأنهم تشغلهم الحياة الثقافية التي يجدونها في هذا الإصدار الجميل المختار.. وحين احتجبت افتقدناها، وما كان من ثقافة محدودة المناحي في الصحيفة في موعدها غير الموعد المبهج في مجلة عرفوها وعرفتهم.. ولعل بعضهم، وأنا منهم، افتقدوا زائراً كريماً فيه معارف شتى يلتقون به كل أسبوع.. وربما هم الحراص على هذا الغائب الغالي أن يكتبوا لرئيس التحرير الأخ خالد المالك ليقولوا له: أين المعرفة التي تفضلون بها كل أسبوع؟ وأرجو ألا يطول الاحتجاب؟ لكن المفاجأة السعيدة حين هل جمال الإصدار في جمال أخاذ في ذلك الثوب المنمنم الرائع، وأطلق كتابها الغُيّر على أطلالها في شكل يغري بضمها؛ لأنها غابت عنهم فتركت فراغاً ووحشة، دامت مشرقة ودام أخاً غالياً عرفته وفياً ومحباً، هو الذي يسعي إلى الصديق الذين يقدرون الجهد المميز لتكون ثقافية الجزيرة تقدم المزيد من ثمرات الأقلام عبر مستوى خليق بالتقدير الجم.. تحية وفاء لأخي إبراهيم التركي لأنك وفي ومحب وأثير عند أطياف من الصديق الذين يحفلون بك وبما تقدم إليهم كل ماتع وجميل لأنك أهل لذلك، دمت وفياً ودام لك التقدير! أما الخريدة فإنها: وحاكا عليها ثوب وشي منمنما (كما قال ابن زيدون، ذلك أنها: ترفل في سرق الحرير وقزه).

* والتصوير الجميل الدقيق للأخ الدكتور عثمان الصيني، هو وصف واقعي للأخ عثمان.. وإن العرض الذي قرأت دفعني إلى ذكر لقطة أو شهادة للصديق عثمان في ذات ليلة في النادي الأدبي الثقافي بجدة قبل سنوات، حيث كان أبو عفان يدير حلقة ثقافية في النادي، وكان يتحدث عربية متميزة الإتقان والإيقاع الماتع الذي يطرب عشاق العربية، ومن خلال وقفة قال الأستاذ الأديب الكبير عزيز ضياء وقد طرب من لغة الأخ عثمان، قال الأب عزيز: نريد كثيراً أو قال المزيد من هذا الصيني.. وكلمة مدير المجلة الثقافية الجامعة عن صاحبي دعتني أن أسوق شهادة الأستاذ عزيز ضياء وإعجابه بالأخ عثمان.. وأقول ليت الأخ إبراهيم التركي يداعب أخانا عثمان ليكتب ولو مرة واحدة في الشهر لنقرأ شيئاً من خطاب الكاتب الصحافي أو الصحافي الكاتب المجيد؛ لنقرأ سطوراً من لغتنا الجميلة التي أصبحت غريبة في مهد العرب وبين أهلها، وإنه لعقوق من شيعتها أن يتنكبوها، ومرد ذلك حال التعليم وقصور معلميها، وأن الغير عليها ما أكثر ما بلغت أصواتهم المسؤولين عن التعليم العام، فأضحت غريبة بين الأهل وفي وطنها الذي برزت فيه في العصر الجاهلي وعبر عصور أمتنا الزاهية، ورحم الله شاعر النيل حافظ إبراهيم الذي رثاها قبل قرن بعنوان: (اللغة العربية تنعى حظها بين أهلها) فقال:

وسعت كتاب الله لفظاً وغاية

وما ضقت عن آي به وعظات

فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني

ومنكم وإن عز الدواء أساتي

سقى الله في بطن الجزيرة أعظماً

يعز عليها أن تلين قناتي

أرى كل يوم بالجرائد مزلقاً

من القبر يدنيني بغير أناة

* وقرأت قبل وقت غير بعيد، أن دولة ماليزيا قالت إن المستقبل للغة العربية، وأمتنا العربية لا تغار من خبر كهذا كأن الأمر لا يعنيها، ولعل التاريخ يعيد نفسه، حين ندرك أن لغتنا عُني بها رجال من غير أهلها فكانوا قادةً وأقطاباً في العربية، ونحن في بُعد، ذلك أن التعليم العام أصبح لا يعنى بلغتنا الشريفة!

عبدالفتاح أبو مدين

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة