Culture Magazine Thursday  16/12/2010 G Issue 325
تشكيل
الخميس 10 ,محرم 1432   العدد  325
 
محطات تشكيلية
وجد فيها التشكيليون مصدر إلهامٍ لإبداعهم
زخرفة الجص ونقش الأبواب فنون ابتكرها النجارون والبناؤون
إعداد: محمد المنيف

اتساع المساحة في بلادنا جعل لكل موقع فيها أنماط بناء بما يتبعها من أشكال الزخرفة التي تظهر على جدران المنازل القديمة الطينية في المجالس الرسمية للضيوف أو النقوش على الأبواب أو النوافذ الخشبية مع ما يضاف على الجدران الخارجية من إضافات كالشرفات في نجد والجنوب أو الرواشين في الساحلين الشرقي والغربي.. هذه الأنماط من الزخرفة والنقوش الكثير منها ما جلبه الحرفيون من البنائين أو النجارين أو ما يتناقله الحرفيون المحليون من مشاهداتهم في سفرهم وتنقلاتهم أو ما ينقل إليهم من وصف لها؛ ومع أن كثيراً منها متشابه مع أنماط أخرى على المستوى العالمي.. ومن أبرزها المثلث أو الخط المنكسر أو الزهرة المحورة إلى آخر منظومة الزخرفة، إلا أن توظيفها يختلف من مكان إلى آخر؛ فالبعض في دول آسيوية أو إفريقية استخدمها نقشاً على الأقمشة بينما استخدمت الزخرفة ذاتها محلياً على الأبواب أو في الزخرفة الجدارية على الجص، هذه الإبداعات التي أضاف بها الحرفيون الشعبيون جمالاً على المنازل والمصنوعات، وجد فيها التشكيليون مجالاً رحباً لتقديم أعمال تلامس التراث البصري الشعبي الذي اعتاده المجتمع؛ ويرى فيه تذكيراً وربطاً بالماضي مع أن هذا التأثر لم يعد له اليوم أي تلميح أو وجود في اللوحات إلا ما ندر، وإن وجد فسيكون إكمالاً أو ترميزاً أو ثيمة أصبحت جزءاً من إيقاع بعض الفنانين لا يمكن التخلي عنها.

التشكيليون اندفعوا في هذا التوجه في استلهام الزخرفة والنقوش مع بداية انطلاقة الفن التشكيلي وقد نراه بوضوح في أعمال الفنانين الأوائل والرواد بشكل خاص نتيجة لاعتبارهم تلك المصادر انتماء للموروث أو التراث مع اختلاف الآراء حول حقيقته وتاريخه؛ واعتباره خاصاً بالمحيط أو المكان كما أشرنا إلى أن له ما يشابهه في مناطق بعيدة.

وقد كان لي مع أحد الصناع والنقاشين من كبار السن في إحدى دورات الجنادرية حديث حول أصل تلك الزخرفة فقال إن أجدادهم استنبطوها من السجاد والفرش والأقمشة التي تستورد من دول بعيدة، مشيراً إلى الهند إضافة إلى بعض المشغولات أو المصنوعات التي تأتيهم من تلك الدول تحمل زخرفة أو شكلاً يقوم الصانع أو معلم البناء بتحويره وإبعاده أن أصله إن كان يشكل عنصراً من ذوات الأرواح. كما أن ذكاء الصانع المحلي قد مكنه من تطويع ما يراه من تلك الزخرفة لتتناسب مع إمكانياته وآلاته التي ينفذ بها ما ينتجه.

وحينما نعود إلى ذاكرة اللوحة التشكيلة المحلية ونبحث فيها عن تلك الزخرفة وكيف وظفت ونقلت من الجدران والأبواب إلى اللوحة المسندية أو النحت بصور وتقنيات حديثة اخترنا نخبة من الفنانين الذين أجادوا وكثفوا استلهامهم لها في أعمالهم في بداية مشوارهم الفني. منهم الفنانون: علي الرزيزاء وعبدالحليم رضوي ومحمد السليم وسمير الدهام، عبدالعزيز عاشور ونبيل نجدي.. مشيرين إلى أن هذه الأعمال نفذت في مرحلة سابقة من تجاربهم يمكن تحديدها في السبعينات وبداية الثمانينات الميلادية، حيث تبدلت الأساليب وتغيرت سبل التعبير عن الموروث بحداثة ورؤى جديدة.

monif@hotmail.com
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة