Culture Magazine Thursday  16/12/2010 G Issue 325
فضاءات
الخميس 10 ,محرم 1432   العدد  325
 
مداخلات لغوية
هل يعذر المحدَثون؟
أبو أوس إبراهيم الشمسان

صادف الأستاذ عمر الخميس الإعلان (إطار لصورتان) فرآه منكرًا يجب أن ينبه إليه، فصوّره ونشره في برنامج الواجهة (facebook) وعلَّق عليه. والأستاذ عمر معيدٌ في قسم اللغة الإنجليزية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهو حاسوبي بارع أيضًا؛ ولكن غيرته على العربية شديدة. وأما أخوه الشيخ إبراهيم فأستاذ في الحديث والعلوم الشرعية، مطلع على العلوم العربية، وهو من الدعاة المتميزين، فكان أن حاور الشيخ أخاه معتمدًا على معرفته بالتراث، في شيء من التفسير لهذا الاستعمال المخالف، فذكر أن هذا يوافق استعمالاً قديمًا تردد في كتب النحو، وذلك أن من لغات العرب استعمال المثنى كالاسم المقصور الذي لا يتغير آخره في المواقع الإعرابية كالاسم (فتى) و(عصا)، يقولون: جاء فتًى، ورأيت فتًى، ومررت بفتًى، وذكر الشاهد المشهور:

إنَّ أباها وأَبا أَباها

قد بلغا في المجدِ غايتاها

ولو تابع الشاعر اللغة المشتركة المشهورة لقال (غايتيها). وكان يمكن أن ينتهي الأمر عند هذا بين الأخوين؛ ولكن الأستاذ عمر لم يفته أنّ المخالفة لنزوع إلى لغة غير المخالفة لجهل باللغة؛ إذ كتب في الجواب على بيان الشيخ قوله: «لكنهم إيكيا». نعم إنها شركة إيكيا، وليست شاعرًا نزع إلى لغة قومه فعذر لذلك، وهذا الذي أثاره الأخوان الرائعان منبهة إلى أن المحدثين لا يعذرون إن هم وقعوا في مخالفة ما استقر عليه الاستعمال وإن وافق لغة قديمة؛ لأن المحدَث يخالف إما لجهله بجهة الصواب؛ لأن العربية الفصيحة ليست لغته المستعملة استعمالاً طبيعيًّا، وإما لتوهمه، وهو ما قد يقع في الكتابة على نحو ما وقع لي حين كتبت عن كتاب ندوة قضايا المنهج فأخطأت، ولذلك جاء الاعتذار الآتي: «وقع في عدد أمس من نشرة الندوة خطأ هو قول الشمسان في (رحلة كتاب الندوة): «ورأيت أنَّ هذا حسنًا»، وهو يعتذر منه؛ لأنَّ رفع خبر (إنّ) هو المشهور المتداول، ولكن جاء في مغني اللبيب لابن هشام (1: 227) قوله: «وقد تنصبهما في لغة، كقوله:

إذا اسودّ جُنْحُ اللّيلِ فلتأتِ ولْتكُنْ

خُطاكَ خِفافًا إنَّ حرّاسنَا أُسْدا

وفي الحديث (إنّ قعرَ جهنمَ سبعين خريفًا) وقد خُرّج البيت... والحديث».؟.

وذكر محقق المغني أن البيت لعمر بن أبي ربيعة، وأما الحديث فليس من قول الرسول? بل هو من قول أبي هريرة؛ ولعل هذا الذي ذكره المحقق وراء قول من ذهب إلى أنّ هذا الحديث لا يُحتج به. ولكن كيف يُحتج بقول الشاعر ويترك قول الناثر وهو صاحب رسول الله، وإن يكن نصب الركنين لغة كما ذكر ابن هشام فما تخريج البيت أو ردّ قول أبي هريرة.

الرياض
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة