Culture Magazine Thursday  10/06/2010 G Issue 314
فضاءات
الخميس 27 ,جمادى الآخر 1431   العدد  314
 
عزيز ضياء: شظف عيش ورهافة حسّ 2-4
عبد الفتاح أبو مدين

وقبل أن أنهي حديثي عن ترجمته الزاخرة بالأحداث، اسمحوا لي أن أنقل إليكم صورة عن تفانيه في الخدمة وكفاءته المهنية وقدرته على المشاركة في المشروعات التي تنفع البلاد.

أمر الملك عبد العزيز رحمه الله بنقل مدير شرطة المدينة مهدي بك المصلح إلى مكة، ليصبح مدير الأمن العام... وكان الأستاذ عزيز معجبا بمبنى «الحميدية» الفخم في مكة، وربما كان هو المبنى الوحيد في تلك الأيام، بكل ما يحيط به من فخامة وأبهة. وفي الدور الثاني منه عدد من المصالح الحكومية، والذي تقع فيه القاعة الكبرى التي يجلس ويتقبل فيها الملك عبد العزيز الكثير من الأهالي والبادية وكبار الموظفين.

عندما يكون في الحجاز... كان عم عزيز زوج أمه ومهدي بك المصلح من بقايا الجيش التركي، ونجحت وساطة عمه وقبله مدير الأمن العام موظفا عنده بعد اختباره في اللغة التركية، لأن بعض من يزورونه من كبار الأهالي وآخرين يجيدون اللغة التركية، فهم قد كانوا موظفين لدى الأتراك، ونجح عزيز في الاختبار حينما حادثه مدير الأمن العام بالتركية، حتى قال له: أنت تحسنها أكثر من محسن حواري مدير مكتبه، وأصبح عزيز في المقدمة لدى مهدي بك لإجادته التركية: قال الأستاذ عزيز: مدير الأمن العام منصب ضخم ولكن مسؤولياته كانت تكاد لا تتجاوز مكة والمدينة وجدة والطائف، أو فلنقل مدن الحجاز التي كان الأمير فيصل نائبا للملك فيها»... والحديث يقودني أو يدفعني أن أقف مع عزيز ضياء الموظف في الأمن العام بالحميدية مع مهدي بك، حيث بدأ الحديث بين عزيز ومحسن عن تأسيس مدرسة لتخريج ما يحتاجه الأمن العام من الضباط فقال: وجاء الوقت الذي وجدت فيه الحكومة أن الكثير جدا من المدن في نجد وغيرها من مدن المملكة تحتاج إلى الشرطة... وكان من السهل تجنيد الأفراد «وتدريبهم، ولكن المشكلة كانت في القادة والضباط... إذ لم يكن في مكة وجدة والمدينة إلا ذلك العدد القليل جدا من الضباط، من بقايا عهد الأشراف والأتراك»..

وانشغل عزيز الموظف البسيط في إدارة الأمن العام، وأخذ يفكر ويخطط كما قال، وقرر مقابلة مدير الأمن العام ليبسط بين يديه الفكرة، فقابله ونقل إليه رأيه وقال: نستطيع أن نؤمن حاجة الأمن العام من الضباط، فسألني عندها كيف؟ قلت: نفتح مدرسة للشرطة طلابها من هؤلاء الذين يعملون «كتابا برواتب جنود، وعددهم كبير في القسم العدلي والإداري والتحرير والمحاسبة، إذ كانوا يعملون في هذه الأقسام» كتابا أو مساعدين ويقيدون كجنود، ويتقاضون رواتب جنود، إذ لا توجد وظائف، ثم تلاميذ «دار الأيتام» التي أسسها مهدي بموافقة الأمير فيصل، وكذلك الكبار الذين انتهوا من دراستهم الابتدائية. فهم سيفرحون جدا إذا وجدوا أن أمامهم فرصة، ليكون لهم مستقبل وظيفي من واقعهم. وسأل مدير الأمن العام: أين البناية التي تفتح فيها هذه المدرسة؟ وأين الأساتذة؟ وأكمل عزيز شرح المخطط، فقال: الأساتذة الضباط موجودون، أما البناية، فهي تلك القاعة الواسعة واسمها - قاووش- التي تستوعب أكثر من خمسين طالبا، وهي تستخدم الآن لراحة الجنود، وفتحت المدرسة ونجحت الفكرة، وأخرجت عددا من صف الضباط، وهناك من وصل إلى رتبة لواء من هؤلاء وإلى رتبة فريق، وقد ملأوا الفراغ طوال سنين، من حاجة الأمن العام، وخدمة الأمن أو الشرطة في جميع أنحاء المملكة.

جدة
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة