عادة لا أتهم بالأخطاء اللغوية ولا أناقشها، لأنها دقيقة، وصعبةٌ ملاحقةُ مرتكبيها وأنا أول مرتكبيها، أما الأخطاء النحوية فهي سهلة واضحة لا تحتاج إلى طول نظر وتدقيق. لذلك لم أكن أنوي كتابةَ هذه المقالة وليس عندي نية بذلك، لولا طلبٌ من الجريدة. وكنت سأرضى بأن أكون أنا المحقوقة وأتحمل خطأ تخطئةِ المصحِّحِ لصحيحي، ويُلقِّبني القراءُ بالتي رفعت المفعول والمضاف إليه وتصبح سيرتي مثل «اللي طاح شرواله».
جاء تصحيح قسم التصحيح في الجريدة لهذه العبارة»لسببٍ يخصني و(سببٍ) خاصٍّ قراءَها و(سببٍ) خاصٍّ كتيبةَ...» برفع المفعول (قراؤها)، وترك الفتحة علامة النصب على (كتيبة) ولو رفعوا (كتيبة) مثلما رفعوا (قراء) لشككت في المسألة، أما وأنهم تركوا علامة النصب على (كتيبة) فهذا يعني أن لا أساس لهذا التصحيح، وتم دون دراية. وصححوا أيضا العبارة»تحصينات... بنسخة... ونسختي الجزأين» برفع المضاف إليه (الجزآن)، مع أنهم تركوا (نسختي) كما هي بحذف نون التثنية، وهذا الترك اعتراف بأن (نسختي) مضاف. أخطائي لا تحصى لكنها لا تصل إلى رفع المفعول ورفع المضاف إليه، وأول قصيدة أرسلتها إلى جريدة الرياض وكنت في السنة الأولى المتوسطة، وكانت عن البوسنة والهرسك، وكنت لا أفقه في اللغة شيئًا إلا أني لم أكن أجهل حكم المفعول وحكم المضاف إليه، طبعًا القصيدة لم تنشر وردوا علي بعد سنة قائلين إنها بداية جيدة. وقد تكون لي تقاليع لغوية يقبلها بعضهم ويرفضها بعضهم، وهذه التقليعات تخص الأبنية والتركيبات ولم تكن لي مطلقًا تقاليع نحوية من جهة الإعراب، وحتى تقليعات الأبنية والتراكيب تتم على أساس أن الأبنية تتشكل من المادة اللغوية الأصلية للكلمة فيستطيع المستعمل تشكيل الأبنية على الأوزان والصيغ الموجودة في اللغة بشرطَيْ وجودِ المادة اللغوية في اللغة، واستخدامِ صيغ وأوزان موجودة في اللغة، وليس كما يفعل أهل المغرب العربي. والتركيبات تتشكل بحسب المعنى المراد، فالذي يحدد نمطَ التركيب المتكلمُ وما يقصده، والسياقُ الذي يحكم المتكلمَ والكلام. والذي لا يرى الرأيين لا يقبل مني هذه التقاليع.
لو كانت هذه المقالة مكتوبة قبل سنتين حيث كنت أرسل القصص لمحلات الكمبيوترات لكتابتها قبل إرسالها إلى الجرائد والمجلات لجهلي بتنسيق الصفحات، لظننت بهم ظن السوء وحمَّلتهم الخطأ خاصة أني لا أراجع بعدهم، وما كان سوء الظن بحال من الأحوال سيطال مصحح اللغة في الجريدة. أنا لا أعيد قراءة ما ينشر لي، فكم مفعولٍ رفعه المصحح، وكم مضافٍ إليه رفعه مُنْذُ بدأت مراسلة الجزيرة، وقد بدأت مراسلتها مُذْ وجود أساتذتي فيها عبدالحفيظ الشمري وأميمة الخميس وعبد الله الفيفي وإبراهيم التركي.
القاهرة