أتابع باهتمام إمضاءاتك (إمضاءة الوفاء) التي تصافح عقولنا قبل أبصارنا كل أسبوع فنطمئن من خلالها أن مجتمعنا ما زال بخير، لكنها هذه المرة (الأسبوع الماضي) لامست عندي إحساساً دفيناً، وحرَّكت كوامن شجن خفي! تلك التي كانت عن (علي الدفاع) عالم الرياضيات، ورئيس اتحاد الفيزيائيين العرب.
أردت أن أضع اسمه بين قوسين مجرداً من كل الألقاب أو بين خطين ك (قيمة مطلقة) كما تقول لغة الرياضيات، لأنه أكبر من كل الألقاب وبمثله تزهو به الألقاب وتفخر! لا أدري لماذا كانت بالنسبة لي كذلك! هل هي التخصص الأكاديمي المشترك رغم بعد المسافة فيما بيننا علماً ودرجةً وأهلاً وتأهيلاً! إذ: (ما زلت في هذا الفن طفلاً... بيني وبينه أبحر وجبال)! أم أنها الأسس التي يتم على ضوئها تكريم المبدعين والاحتفاء بهم؟! ولماذا يظل المبدعون في العلوم المجردة والطبيعية خارج الدائرة ننظر لهم من طرف خفي؟! عندما انتصفت في إمضاءتك - أبا يزن - طاف بي ركب الليالي يحدثني عن هؤلاء... عن موقعهم من منصات التكريم!... هاجرت إلى مدن الوفاء أبحث عن عناوينهم!!
لكن خاتمة الإمضاءة أجبرت خيالي على العودة إلى الوعي! متسائلاً: هل نرى (علي الدفاع) شخصية الجنادرية القادمة؟! وهل نرى المجلة الثقافية تحتفي به في عدد خاص كما هي عادتها نبلاً ووفاءً مع من يستقون ذلك؟!