Culture Magazine Thursday  09/12/2010 G Issue 324
فضاءات
الخميس 3 ,محرم 1432   العدد  324
 
حطي كلمن
أتراه طقساً!
خلود عبدالله العيدان

لا المطر ولا فيروز ولا ألف زهرة توليب بيضاء تفيد في استحضار روح الفكرة الهاربة؛ فحضورها قد يكون في ظهيرة يوم صيفي حارق بقلب ازدحام مصاحب لمزامير الاستعجال ولفظ أنفاس الصبر الأخيرة في طريق الملك فهد أو في لحظات مسروقة وسط ضجيج حفل ضخم وزغاريد تلهث في سبق أو حتى في منتصف حلم مبهم أثناء قيلولة قصيرة، والأغرب عندما نجدها في مضيق صغير متربعة بهدوء بين ابتسامة ودمعة! فالفكرة لا تخضع لمكائد مريديها وإن أنفقوا في سبيل الحصول عليها جهداً كبيراً ووقتاً أكبر، لا تصنف ولا تبحث عن أصولها القبلية، قد يكون هدوؤها عاصفة وعقلانيتها مفاجأة ورمزها فضيحة وهمسها دوياً بل حتى جنونها يذكرني مجبرة لا مختارة بالتاء المربوطة في ختامها! في سبيلها أنهكت صفحات كتاب (أين كانوا يكتبون) لفرانسيسكا بريمولي بحثاً وتنقيباً عن أي ملمح صغير لفن استحضار الفكرة.. تأملت صوراً يضمها الكتاب بعدسة إريكا لينارد لبيوت مشاهير الحرف؛ علّني أشهد تاريخ ميلاد نص ما، فكتاب يجمع النص بالصورة حتماً لا بد أن يكون لحضوره هيبة، وإن كان قرابة المئتي صفحة فحسب!

توقفت كثيراً عند ستارة بيضاء نقية تأذن لضوء الشمس بالسكنى مع أهل بيت (كارين بليكسون)، ولكن توقفي بلا نتيجة؛ فلم أقنع بما ذكرته بريمولي عندما قالت: «البيت هو مرتع الإلهام»، وبالطبع لم يؤثر بي ديك (جان كوكتو) المحنط، ولم أدرجه في قوائم الإلهام أياً كان ما أجمعه، ولا أستطيع ألا أذكر حرص (غابريال دانونزيو) على تأمين إلهامه عبر حياة مترفة وغنية جعله يقدم اقتراحاً (عجيباً) إلى الدولة الإيطالية، مفاده أن تقوم بالإنفاق على أعمال بيته مقابل أن يصبح لها!

ركن أزرق، إضاءة برتقالية، كوب قهوة ساخن، موسيقى صباحية في مقهى باريسي، إطار لوحة مكسور، جزيرة منعزلة، كرسي مقلوب... جميعها أو بعضها طقوس توشك أن تنتسب لمذهب! ولكن تظل الفكرة ملونة بلون صاحبها، تمارس معه خدعاً حفظها عن ظهر قلب في صغره، ولكن أنسته الأيام مفتاح الحل!

تلميح:

من المضحك أن العالم لا يحتاج إلى مزيد من الكتَاب، وبحرفك صدقني لن تقلب الدنيا!

الرياض kimmortality@gmail.com
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة