كالخيال ِ أتيتَ يا ابن آوى
في صباحِكَ الضريرِ
كالبرق ِ الداخل ِفي ذاكرة ِالصمت ِ
كالرؤيا الجافة ِ في شتاء ِالكلام
تترقبُ الريحَ الباردة َ
خائفاً تنفض ُّ ظلماتُكَ من مترع ِ الظلام
أيُّها الوردُ اليابس ُ
قد أجيءُ من نيراني جذعَ ضوء
أدشنُ رأسَ البياض في حقلِ ماء.
قد أجيء حمماً في تأتأة ِ الصدرِ
وأنا لا أتجزأُ من وقعِ الصفير
أحملُ حصى الأفكارِ من الطقوسِ العاصية
وأعودُ حينما الليل يعود
أبتكرُ الملحَ الحامضَ من الشهيق ِ
أترك نورسي يغني في غيمة ِ القلب ِ
فما زالَ ضوءُ الحرفِ ملتاعا ً،
يُترجِمُني الليلُ المنذورُ للشوق ِ
أشقُّ طاعة َ فضولي، أشق ُّ ثوبَ نومي
الذي يخوضني ويربِكَ إيقاعي
اغسلُ حلم َالخيبة ِمن الطوفان ِالعفن ِ
كم أربكت ُجرحَ وعد َ شواطئ
في همسِكَ الحرام ِ
جفلَ القلبُ من سباتي
ودمي متخثرٌ من الحزن ِ.
وحزني فوقَ شهواتِ الوئيدِ حيرانٌ
أغربُ شيءٍ أنَّكَ خفيف ٌكالدخانِ المخمورِ
أتيتَ كالرغبةِ المتنقلةِ تحتَ ثوبِ العرقِ
يا فراغَ انساب ٍفي برد ِالعمر
لماذا جئتني من الخوف ِدهرا ً
تحملُ أحشاءَ قتيل ٍ
كسرت َخطوط َالظل ِّفي ظلي
ذنبُكَ أنَّكَ مررت َ
في صدرِ الأصقاعِ رغوةَ مالحة ً
تُذكرني بزفيرِ الرحيلِ المكفن ِ
يا للغرق ِ المحموم ِفيك
يا لدمكَ المتحجِّر، دمُ غادرٍ
نسيتُك في الوداع ِ المبلَّل ِ
لا. لستَ سوى سراب ٍ
يلاحقُ أطيافَ طيشي
مآثرُنا في الماءِ والنارِ فاترة ٌ
طافية ٌخلف َوردِ أصابِعنا
هادئة ٌفي غربة ٍتجرحُ الندى
أيها الزرع ُاليابس ُهرمة ُأرضِكَ
لا تطرحُ إلا المواجع َ
ما زلتَ كذبة ً.. وندبة َفقد ٍ
لستُ أرنو إلى خرافة ٍفي سقف ِ التباسِكَ
ولا إلى بقايا من عطفِك العليلِ
صار يكفي أن تكونَ يابسا ً
وحيداً في رأسِ الوحشة ِ الفارغة ِ
مطموراً في مكان ِ الوعود
سلاماً للأمكنة ِبصوتٍ يختفي مع الريح ِ
وحين تعودُ بخبر ٍ بائت ٍ
عليك السلام
كل شيءٍ ينضج ُ إلا زغبَ اسمك
فلا تشدَّ الغدرَ من فراءِ غبطتي
مطرُ الكلام أدركني
فدعني أداري مرآتي
وإن كان سيلُ أخطائِنا هزيلاً
لا بد أن يهتزَّ سراجُ التعب ِمن حزنٍ ظليل ٍ
الزمن ُيشهد ُ
إنَّ كلَّ ما تبقى في غدنا ضجيجُ غياب ٍ
وهمساتٌ منكفئة ٌساكنة ٌبفجرِها
أذكرُ يوم كانَ وردُ البداية ِ أصفرَ
تركتُ الزمنَ في أعشاشِ الحمائم ِ
فلماذا إذا تراودني... يا فحلَ اللغة ِالأعمى
بأي لغة ٍأرثي صفحاتِ موتِك
لن أعودَ من غابتِك غصاً متسائلاً
سأكون إيقاعاً ناكراً ليلكَ البهيمَ
وأعود بحراً مسافرا ً
أبني صومعتي بأعلى الصحراءِ
أعلقُ ياقوتَ الليلِ بصمتِ دخاني
وأتمارى في عشبِ أنوثتي
هذه بديهية ُ الحبِّ تغادرُنا
دعني أكنسُ الرحيل َفي الوداعِ القديم ِ
فلا من رجفة ٍتبكي غدَها
ولا من نافذة ٍتشكو عورَة َ ستائرِها
سأردمُ من فوقك َالنكران
لأقفَ في ليلة ٍ سوداءَ أرثي موتَك.