Culture Magazine Thursday  07/01/2010 G Issue 293
الثالثة
الخميس 21 ,محرم 1431   العدد  293
 
إمضاء
الفارس المترجل

كنا في المرحلة المتوسطة، وكانت المعاهد العلمية تتبنى برنامجا للزيارات المتبادلة بين طلابها في مدن المملكة، واتفق أن زارنا معهد مكة في عنيزة، ثم زرناهم في مكة، وابتدأت علاقةُ عُمْرٍ مع» عبدالله وعبدالعزيز وأحمد السبيل وأحمد الطامي» لم تزل تتوثق رغم مسافات المكان،وتبدل الزمان، ومنحنيات العمر، ومشاغل العمل.

أكثر من ثلث قرن ونحن في مدار متقارب؛ نغيب بحضور، وننقطع بتواصل، ومثلما جمعنا الوطن تلاقينا في الغربة وإن شط المزار بين شمال الوسط وجنوب الغرب الأمريكي.

عرفنا بعضنا، واستشرنا بعضنا، وائتلفنا بالفرح والترح، وقبل أن يُعيّن» أبو حسان» وكيلا، كنا (عبدالله وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية وصاحبكم) نتفق مع (عبدالعزيز) على قبول المنصب بشرط ألا يتخلى عن موقعه في الجامعة، وربما تنبأنا - قبل غيرنا - أن مكث «عبدالعزيز» على الكرسي لن يطول.

لم يكن المسار يسيرا؛ فإدارة النخب عملية مستحيلة، فمن سيرضى بموقف سيغضب من آخر، ومن يتفهم قرار اليوم سينكر قرار الغد، وحين يساندك فئام سيجفوك ويقلوك فئام.

اضطر الوكيل للتفاهم حينا والتصادم حينا، واحتمل تدخل الجهات وسطوة الجبهات، وظل مبتسما؛ يعالج التجاذبات، ويهون المشكلات، ويتكتم على ما اختفى، ولا يغتر بمن احتفى، وراهن على الزمن؛ يحقق الرغاب، ويذلل الصعاب، لكن البعيد لم يقترب؛ فما يئس وما ابتأس، وظل مؤمنا أن الوعي كفيل بقراءة الأشياء كما هي لا كما يفسرها المؤدلجون.

حاسبه بعض، واحتسب عليه بعض، وأساء إليه بعض فما عدا أن لاطف وتعاطف، ومضى لشأنه؛ مؤمناً أن الله - وحده - حسبُه وحسيبُه.

الدكتور عبدالعزيز، ابن شيخنا الجليل محمد العبدالله السبيل حفظهما الله، رئيس الحرمين وإمام حرم مكة وعضو هيئة كبار العلماء ومفتي «نور على الدرب» سابقا، جمع التأسيس المعرفي التراثي في معهد وشريعة مكة وجامعة إنديانا، ومارس العمل الإعلامي مذيعا في إذاعة جدة، ومحررا في « عدد من الصحف الناطقة بالعربية والإنجليزية، ومسؤولا عن بعض مجلات نادي جدة الثقافي، وأستاذا مشاركا في جامعتي الملك عبدالعزيز والملك سعود، وأول وكيل للثقافة في وزارة الثقافة والإعلام، وهو - اليوم - يضيف إلى تميزه تميزا نادرا حين يغادر موقعاً قيادياً وهو في أوج نجاحه، وقد اعتدنا في تجربتنا الإدارية أن يعض المتنفذون على مراكزهم بالوسائل والتوسل والوسائط .

أبو حسان ( 1955م) خسارة للوزارة حين يغادرها، ومكسب للبحث إذ يستقبله، وهو الباحث الجاد الحازم المنظم العميق، وننتظر منه ما يتوازى مع منهجيته ومهنيته وإعداده واستعداده؛ وفقه الله.

الوعي توقيت.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة