Culture Magazine Thursday  07/01/2010 G Issue 293
تشكيل
الخميس 21 ,محرم 1431   العدد  293
 
من الحقيبة التشكيلية
بعد أن رسمها الفنانون
هل المرأة أصدق من الرجل في استلهامها لذاتها في إبداعها التشكيلي؟!

إعداد - محمد المنيف:

نعود جديد من الطرح لبعض مما يمكن اعتباره جديدا أو مغايرا لما تعود عليه القارئ التشكيلي مما ينشر من أخبار وتحليلات لمعارض أو تغطيات، نعود للانغماس في مساحات ابعد وأعمق تجاه الفكرة في اللوحة أو المنحوتة أو أي شكل من مظاهر الإبداع التشكيلي، نعود للحديث عن أهم عنصر أصبح يشكل حجر الزاوية في الإبداعات على اختلافها وتنوعها تلك هي المرأة التي ألهمت الفنانين والشعراء وأضفت على إبداعهم توهجا وجمالا، اليوم نطل ولو باختصار لنطرح السؤال الأبرز دائما حينما يطرق مسمعنا إبداع تشكيلي تتبعه الصفة (نسائي) أم (رجالي) مع ان الإبداع والتعبير هو التعبير والأدوات هي الأدوات لكن السؤال لا زال قائما ايهم اكثر تعبيرا عن ذاته هل المرأة اصدق من الرجل في استلهامها لذاتها في إبداعها التشكيلي، وهبل تيالغ في التعبير عن واقعها؟ وهل جعلت من إبداعاتها متنفسا لهموم وأوضاع معينى منها المكشوف ومنها المغلف بالصمت المؤطر بالحياء.هذه التساؤلات ليست موجهة للمرأة في محيطانا الصغير ولكنها لكل النساء المبدعات في الفنون التشكيلية على وجه الخصوص، دعونا نقرأ ما نحن بصدده في هذا الاسبوع لنعاود البحث والتقصي ولو من باب إشباع الفضول وليس البحث العلمي حتى لا يضع الاكادميين مجاهرهم على أحرفنا هذه.

لا نختلف أو نتجاهل أن المرأة تمثل مصدر الهام للمبدعين على مختلف تخصصاتهم بل أنها لا زالت تشكل العنصر الرئيسي في أي إبداع، فهي بيت القصيد في الشعر ومركز الجذب في اللوحة والبطل الأبرز في الرواية أو القصة القصيرة، ولا يمكن لفيلم أي كانت قصته أن يخلو من وجود المرأة، وإذا كنا نتفق على هذا الاهتمام الذي تفرضه طبيعة المرأة بما تشكله من معاني العاطفة والوفاء والصبر والجمال إذا اعتبرنا (الجمال) الأهم في غالبية الأعمال المرئية أفلام ولوحات ومنحوتات أو الموصوفة بالكلمة شعرا ورواية، ابتداء من الرسوم على جدران الكهوف وما ساهمت به المبدعة التشكيلية في العصور الوسطى إلى عصرنا الحالي الذي قدمت المرأة التشكيلية نفسها فيها من خلال أعمال نفذتها بأناملها ورصدت فيها دورها الإنساني بكل جوانبه جنبا إلى جنب مع ما استلهام الرجل لها في أعماله المماثلة رغم تجاوز بعض الفنانين المسيئين فيها للمفهوم الحقيقي لوجود المرأة في أي عمل فني أو أدبي فأحالوها في هذا العصر من مرحلة الإعجاب إلى مرحلة الابتذال.

نعود لما نعنيه بموضوعنا هذا وهو دور المرأة ذاتها في التعبير عن نفسها كما نشاهده في أعمال التشكيليات أنفسهن وعلى مر العصور لنطرح التساؤل: هل المرأة اصدق من الرجل في التعبير عن ذاتها عن العاطفة والحب والحزن..؟؟، و هل قبول المتلقي للوحة رسمتها امرأة فنانه تتضمن مشاهد للمرأة في حياتها الاجتماعية أو ما يتم من توظيفها بأي من تلك الحالات أكثر من قبولها من رجل فنان..؟؟، واعتقد بل اجزم أن المتلقي يتعاطف مع إبداع المرأة بشكل عام ويميل للأعمال التي تعبر فيه عن مشاعرها أكثر مما يقوم به الرجل الذي يتخيل أو يتوقع أو يرصد بشكل غير دقيق لتلك المشاعر، أما السؤال الآخر الذي نقترب به من حقيقة ما يظهر في لوحات تشكل المرأة فيها العنصر الرئيسي وتنفذها المرأة ذاتها.. هل بالفعل ما يشاهد ينقل حقيقة حالة الفنانة التشكيلية التي نفذت العمل أم هي كما في الشعر ان ليس ما يقوله الشاعر يعني معاناته، ونحن نتفق مع أنه لا يعني حالة الفنانة بالشكل المطلق مع إمكانية وجود أعمال تعبر فيها المرأة عن واقعها ولو بشكل غير مباشر تعتمد فيه على الإيحاء والرمز فتظهر اللوحة مثيرة لجدل تحتاج إلى تفسير وتعمق في التحليل الذي قد لا يخرج منه المشاهد بشيء كما هي طبيعة المرأة التي تجمع الشفافية والبساطة والتكلف والغموض والوضوح في آن واحد وتمتلك زمام التحكم في عواطفها بين القسوة واللين والرضا والغضب والابتسامة والتجهم لتقدم كل منها في وقتها المناسب مبقية ما لها من أهمية عند الرجل مهما تصادمت تلك الحالات وظهرت بشكل عاصف أحيانا.

في هذا المضمار والتجربة العالمية وعبر العصور كما أشرنا والمحنا عنها في سلسلة المرأة في الفن التشكيلي التي نشرنا منها اثنتي عشرة حلقة في المجلة الثقافية نؤمل استكماله ووصلنا فيها إلى التجربة العربية عامة وبعض من التجارب السعودية يمكن لنا أن نتوقف عند بعض من تلك الأعمال التي نكتفي بنشرها دون أي تعليق لئلا نفسرها على غير ما رسمت من أجله أو ما في أصل الفكرة من خصوصية وقد اخترنا بعضا من النماذج لكل الفنانات.

الأسبوع القادم.. بوجوه غريبة وأخرى مشوهة.. لماذا يقحم بعض التشكيليين المحليين المرأة في اللوحة؟!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة