Culture Magazine Thursday  04/11/2010 G Issue 322
فضاءات
الخميس 27 ,ذو القعدة 1431   العدد  322
 
جنوبَ الماء
أعودُ إلى.. الشعر
أولاد أحمد

أعودُ إلى الشعر من جهة النثر

لا واعظا لا حكيما

يعود معي ظلّ كلبي وظلي..

وخامسُنا عطشٌ قاتل في الطريق

على الشعر أن يُعلي السّور..

حتى تغيب السماء

وإن شاءَ فليفتح البابَ.. مثلَ الصديق

أعودُ كمن لم يسافر إلى جهة أبدا

قانعاً، منذ جيئته، بالنصيب

أعود: أنا الواقف الأبديّ..

وأُجلس كلبي أمامي

وظلي ورائي

وأَغرس في الصدر، ياءَ الغريب

أعود إلى حيث لا يجب العودُ

أمشي.. أسيرُ..أطيرُ..بلا فائدة

وما من سلالمَ في البئر حتى أرى جبلا.. يستحق الحروفَ الثلاثة

أو أفقا تتزاوج فيه النسور

..وما من سماء تضاف لها شاردة !

أعودُ ، كما قلتُ ، في بادئ الأمر قَبلَ التحية والانحناء..

احتراما لشخص الظلام المخيف

فرفقا بكلبي

ولا تُحزنوا أحدا بقدومي:

أنا ذاهب لنعاس خفيف.

أعودُ إليها ولا دمعَ لي.. غير ملح السراب

أعودُ ..لأُنجزَ ما ينبغي بعد درس الغراب

شربتُ لعامين في ليلتين..

وفي بُدلة واحدة رشفة/ جرعة

وعشتُ ثلاثين يوماً فقط..

من حياتي التي عاشها حاسد..

مات قبلي.. فسلّفتُه شاهدة !

وجئتُ المدينة في الفجر قبل انفراط اللصوص

وزادي إيابي.. إذا لم يكن في الزحام مكان لمثلي

وطبعا تذكرتُ أهلي

وليس عصيا على الفهم ما سأكونُ

أنا الكائنُ الآن في فعل «كان»

أنا الواقف الآن في حرف «ميم».

مكاني الطبيعي عندك في الرف يا صاحبي..

هنالك :في فصل «رامبو».. الذي في الجحيم !

مداورة تتمشى الثعالبُ خلفي وقدام عيني

وفي فروها تنبت امرأة باردة

وان المعاني ثعالب أيضا ..

وأمكرُها من تشذ، جهارا، عن القاعدة !

تعلمت، في بادئ الأمر..

أن الضجيجَ مكانٌ قديمٌ لصوتٍ جديد

وعاشرتُ كما من الناس اغلبهم من جنود اليسار

وخضتُ حروبا حقيقيةً دون «سانشو»

وكانت حياتي حصارا

إذا لم يصلهُ حصار.. يليه حصار !!

وها أنذا..

بعد ذاك وهذا وذا :

ربُّ بيت ولي ولد ثم بنت..

أعيش بعيدا عن الأرض ..قرب السنونو..

وأكتب ما عنَّ لي عن مصير العبيد.

ذرعتُ البلاد / استمعت طويلا إلى أهلها

عرفت البلاد سريعا بأكملها

وقبل اعترافي بحريتي في الكتابة ..

لم أرتكب أي جُرم جديرٍ بهذا العقاب

مَنِ الطارقُ الآن؟

- قافية تتدلى..

وفي كفها حفنةٌ من تراب !

عموما أخذت مكاني الذي لم يكن..

قبل أخذي له، من مكان..

وما كان فيه زمانٌ ولم يكُ فيه أحد

وكان غيابي حضوراً وكان حضوري غيابا ..

ووقعتُ نثر البلد.

وكوني حراً إلى الآن

أو شبهَ حرٍ إلى الآن

أو لستُ حرا إلى الآن

لا سرَّ فيه:

مقامي: بعيدٌ عن الصف و الجائزة

سأشكرُ نفسي حتى تراني

وحتى يغارَ الذي سيفوز من الفائزة !

قليلون ينبسطون إذا كنت أنت الذي هو أنت..

وحاولت نزع القناع

كثيرون ينزعجون إذا صرت أنت الذي لم تكنهُ..

وحاصرت تلك القلاع

على الأرض مليون لص..

عدا من توفى

ومن سوف يأتي..

يبيعون قوت الجياع !

تونس
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة