Culture Magazine Thursday  04/02/2010 G Issue 297
تشكيل
الخميس 20 ,صفر 1431   العدد  297
 
وميض
الكتابة عن التشكيليين السعوديين
عبدالرحمن السليمان

العين واللوحة من آخر المؤلفات التشكيلية التي طرحها الدكتور شربل داغر وصدر عن المركز الثقافي العربي في بيروت والدار البيضاء، وشربل داغر أستاذ جامعي وشاعر ومترجم وباحث في الأدبيات والجماليات وله عدة دواوين شعرية، كما أصدر كتباً بينها الحروفية العربية ومذاهب الحسن والفن والشرق.

العين واللوحة أحد المؤلفات القيّمة، بدا جهد المؤلف فيها كبيراً ومتوزعاً على تاريخية الحركة التشكيلية في الوطن العربي، وهذا أمر غاية في الصعوبة، وشربل داغر حاور في الثمانينيات وما بعدها فنانين تشكيليين عرباً ونشر كثيراً من هذه المقابلات في مجلة كل العرب، كما ونشر في صحيفة الحياة كتاباته النقدية التشكيلية والأدبية وغيرها، وكذلك في مطبوعات أخرى.

يقع شربل داغر في هذا الكتاب ما يصر عليه بعض الكتاب والباحثين العرب في تصنيفهم للحركة التشكيلية في المملكة العربية السعودية فهو يضعها ضمن الحركة التشكيلية في الخليج وهو تصنيف غير دقيق في ادماجه تجارب فنية متنوعة وإن جمعتها جغرافية واحدة فهو على سبيل المثال لا يقول المغاربية ولا يقول الشامية أو خلافها ومع ذلك فهو يطرح الفن التشكيلي الموريتاني وبالمثل اليمني ولكن وفق اشارات سريعة يختلف فيها مع بعض ما صدر عن بعض الكتابات التي يرجع لها تحديداً.

المسار التشكيلي الخليجي يتعرض له سريعا وعلى نحو صحافي أكثر من أي شيء اخر مستعرضا البدايات التعليمية وارسال البعثات إلى الخارج وهو ما وثقناه في بعض كتاباتنا السابقة، وكذلك في كتابي (مسيرة الفن التشكيلي السعودي) وصدر عام 2000 وأراه أحد مصادره في تعرضه للحركة التشكيلية في المملكة، وان لم يذكره كمصدر، هي اشارات لم يعدها إلى مرجعها، ولم يُشر إلى مصدرها، وما يؤكد لي ذلك هو المعلومة ذاتها واحيانا الخطأ المطبعي الذي وقع فيه كتابي عندما كتبت اسم (محمد عبدالحميد محبت) بدون التاء، أو في اشاراته لبعض الاسماء الدارسة في الخارج وتواريخ محددة للولادة والدراسة لم توثق الا في كتابي، ومع ذلك فهو لم يسلم من التباس أو خطأ في قوله بحمل الفنان محمد المنيف الماجستير في التصوير والنحت من جامعة ولاية يوتا.

كانت اشارات سريعة لم يتعرض فيها لاي من توجهات الفنانين أو تجاربهم مثلما تعرض لها في اسماء عربية أخرى ولاشك ان المؤلف على معرفة بعدد من الفنانين مثل عبدالحليم رضوي الذي اجرى معه حواراً مطولاً نشره في مجلة كل العرب، كما عرف غيره كفيصل السمرة على سبيل المثال.

أعتقد أن أعمار الجيل الأول من الفنانين التشكيليين السعوديين لا يختلف كثيرا عن أعمار عدد من الفنانين العرب في تونس والمغرب والسودان وحتى العراق في اهميتهم فذلك الجيل هو جيل التحديث في الحركة التشكيلية العربية، والسعوديون وإن غُيبوا قسرا ضمنهم فرضوي ومحمد السليم ومنيرة موصلي وعبدالجبار اليحيا وغيرهم من اسماء تلتهم أو واكبتهم لهم صفة تجديدية في الحركة التشكيلية العربية ولهم شخصياتهم الفنية، وإن برز البعض على الآخر، وفق معطيات وظروف زمنهم ومكانهم ومجتمعاتهم، ولاشك ان المؤلف كان بإمكانه التعرف أكثر على الفن التشكيلي في المملكة أو البحرين أو الكويت بطريقة حيادية بعيدا عن ما جاء في تصنيفه أو وجهة نظره الخاصة، والواقع أن الفن التشكيلي في المملكة أو الدول الخليجية الأخرى يقع في هذا الاشكال منذ أخذ الكتاب أو المؤلفون العرب في تناول الفن التشكيلي العربي ولا أريد التمثيل بذلك؛ لأننا أمام اسباب كثيرة: أولها إن انفتاحنا على الجهة التشكيلية العربية كان محدودا ووفق ضوابط التمثيل الرسمي في المعارض أو المناسبات الخارجية كما ان الحضور العربي هنا محدود جدا ولغايات أخرى غير الفن كالمهرجانات التراثية أو الادبية، ولا اغفل في هذا السياق دور الخطوط الجوية العربية السعودية التي حاولت فتح نافذة على الفن التشكيلي السعودي أمام انظار بعض الفنانين والكتاب والنقاد العرب، وأرى أن ذلك أتى ببعض الثمار.

aalsoliman@hotmail.com الدمام
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة