Culture Magazine Thursday  30/04/2009 G Issue 281
فضاءات
الخميس 5 ,جمادى الاولى 1430   العدد  281
اللحيدان مرَّة أخرى!
فيصل المنصور

 

قرأتُ ما كتبه الدكتور صالح اللحيدان في الثقافية في عددها ذي الرقم 280، فوجدتُّه وقَعَ في أخطاءٍ من اللُّغةِ لم تكن غِبَّ استفراغٍ للوسعِ، أو اجتهادٍ في البحثِ. ولو كانت كذلك، لعذرناه، ولرددنا عليه بمثلِ ما يُردُّ به كلامُ أهلِ العلمِ. ولكنَّما سبُبها الاستعجالُ إلى الكلامِ دون تلبُّث، ولا تثبُّت، ولا بحثٍ؛ فمن ذلك قوله: (ويفد يأتي، ووافد، ويفدون يأتون، ووفدهم أعطاهم وفادةً)؛ فهو خطأ محضٌ لا مجالَ للاجتهاد فيه؛ فهل في وُسِع الكاتب أن يذكر لنا في أيِّ معجم من معجمات الدنيا وردَ أن معنَى (وفد): (أعطى)؟ وهل يليق بطالبِ علمٍ أن يكونَ مرجعَه الذي يرجِع إليه في العلم أولُ هاجسٍ يهجِس في صدرهِ؟ وهل هان عليه قراؤُه، ومَن لا يزال يحسِن الظنَّ به.

ليت شِعري، لمَ لا يراجِع الكاتبُ كتبَ اللغة، ويَعرِض عليها ما كتبَه قبلَ نشرِه؟ هل يرى نفسَه بلغَ فيها مبلغَ الخليلِ؛ فأضحَى لا يحتاجُ أن يراجِع كتابًا؟ أم حفِظ منها ما حفِظه أبو العلاءِ؛ فهي في صدرِه مجتمعةً؟

إذا ما انتهى علمي، تناهيت دونه

أطال فأملى، أم تناهى فأقصرا

ونرجِع إلى قولِه: (وفدهم أعطاهم)؛ فنقول: إن (وفدَ) فعلٌ لازمٌ لا يتعدَّى، وليس معناه (أعطى)؛ وإنما معناه (قدِمَ). أما الذي هو بمعنى (أعطى)، ف (رفَدَ) بالراءِ.

وقد خلَّطَ الكاتب أيضًا بين (أفاد)، و(ووفد) صرفيًّا؛ فجعلَهما في موضعٍ واحدٍ؛ وإنما (أفاد) من (ف ي د)، و(ووفد) من (و ف د).

وليعلمُ أخونا الكاتبُ أنَّا لا نتَّهمه في نيَّته، ولا ننازعُه زمامَ القولِ؛ ولكنَّا نكرَه أن تُتناوَل مسائلُ العلمِ بهذه الطريقةِ الفجَّة!

الرياض

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة