Culture Magazine Monday  26/01/2009 G Issue 268
الثالثة
الأثنين 29 ,محرم 1430   العدد  268
إمضاء
الفصحوي

 

* من جامعة القاهرة 1960 إلى جامعة ليدز 1966م رحلةُ البحث متوجةً بشهادة الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة بريطانية، وثارت استفهامات ال:(ماذا، كيف، لماذا)، وأدرك المعترضون أنه (المنهج) تُشد من أجله الرحال، لتبقى الشهادات المتكررة من جامعة واحدة استنساخاً يغني أدناها عن أعلاها.

* لم يمض على عودته كثير حتى دخل في حوار ساخن حول (دكتوراه الصيف) التي قيل إنها لا تكلف أكثر من تذكرة سفر وبعض ما خف حملهُ وغلا ثمنُه، ثم وعينا أن العطب قد نال دكتوراه الشتاء كذلك، وعرفنا أنهم يستنسخون الرسائل، ويُشرف عليهم (مقاولون)، ولو أعيد تقويم أساتذة الجامعات - بمن فيهم خريجو أمريكا وأوروبا - لاكتشفنا أن فيهم من يحتاج إلى العودة لمقاعد الدرس لا الوقوف على مدرج التدريس.

* في مكة المكرمة (1354هـ) كانت البداية التي نقلت (أحمد بن محمد الضبيب) ليصبح - بعد خمسة عقود- مديراً لأكبر جامعة في المملكة، بعد أن عمل أستاذاً بها، ووكيلاً لها، وعميداً لمكتباتها، وأميناً لجائزة الملك فيصل العالمية طيلة عشرة أعوام 1397-1406هـ، وهو - اليوم - عضو مجلس الشورى ورئيس تحرير مجلة العرب بعد غياب مؤسسها علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله -، وليس أثقل مهِّمة من أن ترث نجاحاً فتحافظ عليه ثم تزيد فيه، وقد عهدنا أن لا معادلةَ ثابتة للقياس بين جيل الوراثة وجيل الأساس.

* (الضبيب) مسكون بهاجس الدفاع عن الفصحى ضد العاميّة وضد اللغات الأجنبية، وله في ذلك إسهامات بل حملات، وكتابه عن (اللغة العربية في عصر العولمة) نموذجٌ بين نماذج تعبر عن انتمائِه للغة القرآن التي يؤذيه أن يشوهها التصحيف والتحريف والاغتراب.

* حقق وترجم وألف؛ فقرأنا (أمثال السدوسي)، و(هجمات جونسون)، و(نوادر الأعمش)، و(آثار ابن عبد الوهاب)، و(مرافئ التراث)، و(بواكير الطباعة والمطبوعات)، ونشر في المجلات المحكمة، وقدم بحوثاً لمجمع اللغة العربية وندوات الجامعة والهيئات الأكاديمية، ويمكن عدُّه في طليعة المنادين بإحياء التراث في السعودية حيث قدّم مشروعه في المؤتمر الأول للأدباء السعوديين عام 1394هـ.

* يرى (العربيزيّة) نذير شؤم حيث تختلط الألسنة بكلمات عربيّة وأعجمية فلا تكاد تبين، وإذْ لا يرى نفسه الغيور الأوحد على لغة الضاد فإننا نحسبه من أعلاهم صوتاً عبر المنابر الثقافية والمخاطبات الشفاهيّة والكتابيّة الرسميّة، وقد قال في حوار صحفي: المشكلات أن قلوب بعض المسؤولين مع اللغة العربية لكن سيوفهم مع الأجنبية.

* (الضبيب) - لمن يعرفه - هادئ بثقة، يعتب ولا يغضب، يشتد ولا يحتد، يعلم فلا يتعالم، يصغي باهتمام، ويحاور بمنطق، وقد يغادر مجلس الشورى الذي أمضى فيه ثلاث دورات فلعلنا نكسبُه كاتب مقالة أسبوعيّة تنضم لمقالاته الفصليّة في (العرب)؛ فلديه الكثير مما ننتظر أن يقوله.

* اللغة هويّة حياة.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة