Culture Magazine Monday  26/01/2009 G Issue 268
كتب
الأثنين 29 ,محرم 1430   العدد  268
الفسطاط - عاصمة مصر الإسلامية

 

تأليف: خالد عزب، القاهرة:

كتاب اليوم، 2008

استهل المؤلف كتابه بمقدمة قال فيها: (إن مدينة الفسطاط أهملت من قبل الكتاب والصحفيين والباحثين المسلمين مقارنة بغيرها من المدن الإسلامية الأولى مثل واسط، الكوفة، البصرة وأخيرا القيروان).

يعرض الكتاب - الذي ينقسم إلى ستة فصول - في الفصل الأول منه (تاريخ ونشأة الفسطاط)، أما الفصل الثاني فيأتي تحت عنوان (النمو في التطور العمراني لمدينة الفسطاط)، ويتناول الفصل الثالث (الازدهار الاقتصادي للمدينة) ويدور الفصل الرابع حول (الفسطاط: الانحسار والبقاء).

استعرض المؤلف في الفصل الخامس شكل المدينة وحاراتها وأزقتها ودروبها ورحابها وسقائفها، كما تطرق إلى دار الإمارة وشرطة المدينة ودار ضرب النقود والمرافق الدينية ومساجد الصلوات التي بلغت 537 مسجدا، وكان محور الفصل الأخير من الكتاب يدور حول الآثار الباقية بالفسطاط حتى وقتنا المعاصر.

يبدأ المؤلف رحلة الفسطاط منذ النشأة، حين كان الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص، ويقول المقريزي إنه كان فضاء ومزارع بين النيل والجبل الشرقى المعروف بجبل المقطم، وقد كانت وقتها الإسكندرية هي عاصمة مصر، ولكن بنى عمرو بن العاص الفسطاط بأمر من عمر بن الخطاب أمير المؤمنين كي تكون عاصمة جديدة لمصر، وقد تضاربت الأقوال في سبب تسميتها بهذا الاسم، فمن بين الروايات التاريخية أن هذا الاسم مشتق من كلمة يونانية هي (فسطاطوم) أو كلمة عربية هي الفسطاط بمعنى (المدينة).

وكان أول ما فعله عمرو بن العاص هو بناء الجامع الذي أنشئت حوله المدينة وتحصينها، والمعروف حتى الآن بجامع عمرو بن العاص، وقد مرت مدينة الفسطاط بالعديد من مراحل التطور والنمو العمراني من العصر الأموي والعسكر والعباسيين، ثم دولة القطائع.

ويستمر الكتاب في تناول الازدهار الكبير الذي شهدته مدينة الفسطاط، الذي جعلها قبلة لكل الذين يريدون مصر، فيها جامع أحمد بن طولون، وهى ممر تجارى يستقبل البضائع، إضافة إلى وجود منشآت ذات طبيعة خاصة مثل دار الصناعة ومقياس النيل.

وإذ يتجول الكتاب في شوارع المدينة القديمة وأزقتها وأسواقها بأبوابها المميزة، يرجع ويعدد لنا الآثار الباقية من المدينة الآن وأشهرها جامع عمرو بن العاص وكنيسة أبى سرجة والكنيسة المعلقة، ويؤكد المؤلف في نهاية الكتاب أن تاريخ الفسطاط وتراثها يشيران إلى ملامح مهمة من مسيرة حركة العمران للمدن الإسلامية، فالمدينة مثل حي على التطور العمراني والقدرة على البقاء. يقع الكتاب في ( 176 ) صفحة من القطع المتوسط .


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة