في البحرين تقام هذه الأيام مجموعة من المعارض المختلفة أحدها عن سيدة الغناء العربي أم كلثوم (1904-1975) في إحدى القاعات بأحد الأبراج الحديثة والمعرض السنوي الخامس والثلاثون في المتحف الوطني وهناك معرض مشترك بين الفنانين أحمد عنان ومحسن غريب في مركز الفنون ومعرض جماعي لأعضاء جمعية البحرين للفن المعاصر ومعارض أخرى لمجموعات فنية أو غيرها.

في معرض أم كلثوم أو ما سمي ب(الهرم الرابع) كان الافتتاح كبيراً بوجود الشيخة مي ال خليفة وزيرة الثقافة والإعلام بمملكة البحرين وعدد من الشيوخ والسفراء والمسؤولين. المعرض من تنظيم مركز الشيخ إبراهيم ال خليفة للثقافة والبحوث بالتعاون مع معهد العالم العربي في باريس، تنوع المعرض بين أدوات أم كلثوم وبين آثارها المادية وبين أعمال فنية، المعرض وقد قدم من معهد العالم العربي افتتح على إيقاعات موسيقى أغنياتها وكان تظاهرة كبيرة واحتفاء بالهرم المصري الرابع، تركز منديل أم كلثوم الشهير في جدارية كبيرة استفتح بها الحاضرون المعرض، تكرر المنديل على إضاءات وانعكاسات قطع زجاجية تدلت من الأعلى لتشكل هرما واسم أم كلثوم يتشكل بحروف حديثة على خلفية سوداء، التصميم كان لجمال اليوسف وهو ابن أحد رواد الحركة التشكيلية البحرينية (ناصر اليوسف) وفي داخل القاعة كانت بعض ألبسة أم كلثوم (فساتين وأحذية وأقراط وهدايا وأوسمة وشاشات عرض ومقاطع صحف وكتابات بخط شعراء وغيرها) بجانب مجموعة من أجهزة مذياع ونوتات أو مذكرات لسيدة الغناء وفي جانب من المعرض وعلى نحو متفرق كانت الأعمال الفنية التي رسمها أو نحتها أو شكلها وفق توجهات مختلفة لام كلثوم فنانون من جنسيات ادم حنين وحلمي التوني وفيصل السمرة وعدد آخر من الفنانين. في مركز الفنون كان معرض الفنانين عنان وغريب وهو يمثل تجربتين مختلفتين فالأول يتجه نحو حالة من التعبير، عنصره الرئيس المرأة وحالات مختلفة من الأوضاع نجدها تارة وحيدة وتارة تتقاسم وأخرى فضاء اللوحة وتزاد ثالثة في أعمال أخرى وكانت تنويعات الفنان على ذلك نحو الأشكال التي يسعى لإخفاء تفاصيلها بلمسات لونية سريعة محسوبة أحيانا وعشوائية أحيانا أخرى وهي في الواقع تعبير للوصول إلى تحقيق حالة ما تتصل في تجاربه الفنية منذ عقد تقريبا أما زميله غريب فهو يتجه نحو مفردات مختلفة وعناصر تمثل محاولات البحث في الحرف العربي ومعطياته والاثنان يشاركان في المعرض السنوي الذي يشهده المتحف الوطني القريب من هذه القاعة، لكن الفنانين وخاصة عنان يأخذنا إلى حيث يريد هو خاصة وانه قال لي انه تقدم بأربع لوحات للمعرض السنوي لم تعرض منها سوى لوحة واحدة لم تكن الأفضل إذا وضعناها ضمن معرضه المشترك الذي اعتبره فرديا وفق العدد الكبير الذي يعرضه وزميله غريب في قاعتين.

وحروف محسن غريب هي محاولات معالجة لونية فيها الأسود على الأبيض وما تمنحه درجاتهما ويحرص في مجمل الأعمال على المباشرة بالحرف وان لم يكن مقروءا هناك تقاطع مع بعض التجارب الحروفية الخليجية ولكن وفق سعي لتحقيق استقلالية، المعرض السنوي البحريني جاء كعادته كبيرا بعدد الأعمال وان لم نجد ما يمكن اعتباره تجديدا في الساحة التشكيلية البحرينية التي يغيب عن معرضها الكبير(هذا) أسماء استحوذت جوائزه في أعوام ماضية، المنحوتات مع أهمية عدد منها فان العرض لم يتخذ ما يتناسب وتقديمها بما يكفل مشاهدة تمنح العمل أبعاده ومشاهدته بعيدا عن تأثير غيره فقد عرضت متراصة مع مساحات المتحف الكبيرة كما وقد تم عرض بعضها على الأرض فان ذلك لم يكن ليتماشى أو يتناسب والقطعة المنحوتة أو المجسمة، ألاحظ طريقة عرض أعمال جمال عبدالرحيم وابن فلاح وحتى علاقة العمل بالقاعدة عند البناي وظهرت نبيلة الخير في هذا المعرض بمجسمات جمالية مشغولة بتلوينات زاهية تأخذنا إلى الصيغ الصينية في تشكيلات وتدريجات أسطحها ومساحاتها.

(للحديث صلة)

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS بدأ برقم الكاتب «7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244