Culture Magazine Monday  26/01/2009 G Issue 268
تشكيل
الأثنين 29 ,محرم 1430   العدد  268
الحرف غيمة
هل صدق أحمد؟وهل صدق صديق!
مها السنان

 

ربما يتذكر البعض منكم تلك المقالة النارية التي نشرت في صحيفة الحياة (قبل عام تقريباً)، والتي أثار بها الفنان التشكيلي أحمد فلمبان ثائرة الفنانات من خلال تهكمه بهن وبأدائهن الفني، ومؤخراً كرر واصل صديق في أسلوب أقل حدة هذا التهكم في صحيفة عكاظ بتاريخ 9-1-2009م.

لا أتفق بالتأكيد تماماً مع ما قالاه ولكن بدأت تراودني وللأسف الشكوك حول المرأة السعودية الممارسة للفنون البصرية، بالطبع سوف أستثني عدداً منهم دون ذكر الأسماء، لنكون عادلين، ولكن نسبة ليست بالقليلة منهن إما أنها لا تزال تحاول، أو أنها مقلدة أو أنها تمارس الفن من فراغ فكري بحيث يظهر عملها الفني كأنه قشرة موز، لا تُؤكل وربما تسبب حوادث.

وتستغل فئة منهن تلك الهالة التي تحيط بغموض المرأة السعودية والرغبة الجامحة في رؤيتها بلا غطاء للوجه أو بلا حجاب! فتظهر في المقابلات والمناسبات أكثر مما تمارس العمل الفني بحد ذاته، كما تستغل فئة أخرى الإحساس بالذنب لدى الرجل في هضمه لحقوق المرأة عقوداً طويلة ومحاولاته التعويض، وحين أتحدث عن الرجل فإني أقصد الشخص والمؤسسة والقطاع لأنها تدار بثقافة ووجود وقيادة ذكورية.

للأسف أقول ذلك وأنا أقاوم غصة ومرارة من الوضع الراهن في مجتمعنا، نعم ربما تم سلب بعض من حقوق النساء، ولكن ولتصحيح هذا الوضع قمنا بعرض ودعم ما هو متاح!! لا ما هو مناسب.!

ولا أعني بذلك أن الرجل أفضل من المرأة بشكل مطلق، ولكن ما نراه اليوم من تباين في المستوى بين الفنان والفنانة ناتج عن عقود من انفتاح الرجل وممارسته للفن التشكيلي فتحت له خلالها العديد من الأبواب التي لم تفتح للمرأة في هذا المجتمع وسواه، ولا يمكن التعويض في بضع سنوات بدأت المرأة تنال فيها ما ناله الرجل، كما لا تزال المرأة في مجتمعنا العربي عموماً تقدم الزوج والأولاد قبل مهنتها، لا كما الرجل الذي يجب أن تدعمه زوجته ضمن واجباتها الأخرى كي يكون!.

وربما نستفرد في مجتمعنا بخاصية أخرى حيث إن فرص نجاح المرأة في أي مجال ومنه بالطبع المجال التشكيلي يكون في يد الرجل (الولي) كالأب أو الزوج أو الأخ، وبهذا نفقد مواهب وقدرات عديدة لا تحظى بهذا الدعم الذكوري، وعلى النقيض كما أسلفت هناك تلك الفئة التي لا تكتفي بدعم (ذكرها) إن صح لنا التعبير بل يدعمها كل ذكور المجتمع لأنها هي الموجودة!.

أقول لأحمد وأقول لصديق صدقتما في بعض، ولكن ليس في الكل، ما هو ظاهر لا يعني أنه هو الموجود، فكم عدد النساء المحترفات للطبخ في الفنادق والمطاعم نسبة لعدد الذكور؟ وعلى النقيض كم عدد الزوجات الماهرات في الطبخ المنزلي لقاء عدد الأزواج؟

وهنا أقول؛ أيها الرجل؛ اعطني حقي وحقي فقط!

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS بدأ برقم الكاتبة «7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض msenan@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة