(1)
لغَزَّة حِبرُ الغلافِ.. وصورةُ طفلٍ قتيلْ
ومِنْ قَبلِها.. للخليلْ..!
ومِنْ قبلها.. لبلاد النخيلْ!
ومِنْ قَبلِها.. قبلِها..
.. صارتِ القَبْلُ هذي.. قَبيلْ!
سَيَمَلُّ من العَدِّ سَمعُ المكانِ..
ولن يَستفيقَ الذهولْ!
يَظَلُّ يرانا..
نُكوِّمُ في عَجَلٍ.. خيمةَ الحرفِ
نَنْدُبُ فيها..
ونَغصبُه طُهْرَهُ..
باصطفافِ أكاذيبِنا في العويلْ!
ونَخنقُ طعمَ الهواءِ.. بهذا النواحِ الطويلْ
وخِنجرُنا.. آهِ خِنجرُ(نا) غائِصٌ.. غارِقٌ..
كالدليلْ..
بينَ ظَهْرِ القتيلْ!
(2)
كعادتِه مُنْذُ خَمسينَ عاماً..
مُطِلاً على دَفْقِ غارةْ..
وطِفْلٍ تَلَعْثَمَ في دَمِهِ..
دون أن يَسْتَتِمَّ العِبارةْ!..
.. يُفيقُ الصباحْ
يُعَدِّدُ قتلاهُ مُتَّئِداً..
لا جَديدَ لِيَقْرَأَهُ في الدّمِ المُستباحْ!
يَمَلُّ.. يَمَلُّ
تُمَزِّقُ - كالبرقِ - هَدْأَتَهُ.. حَشْرَجاتُ عجوزٍ
تَجاوزَها القتلُ.. حتى أَتمّتْ..
ثمانينَ حولاً.. من الرعبِ..
ظَلَّ يُجَمِّرُ آهتَها برمادِ الأحبةِ
يُحرِق أشلاءَهم حولَها..حِصَصاً
كانتظامِ الفصولْ
هَوَتْ فوقَ غُصَّتِها اليومَ..
أَعْتَقَتِ الروحَ.. في دَفْقَةٍ..
مِنْ نُواحٍ.. طويلٍ طويلٍ طويلْ!
(3)
يُشمِّسُ ما قد تبقَّى من النبضِ..
يَلمَحُ كالرعب عَيْنَيْ صبيّةْْ..
تَجاهَلَها حتفُها لتكونَ غداً..
في مَدَارِ شهيتِهِِ..
ربما في الظهيرةِ.. أو بعدَها..
قَبلَ ليلٍ من الرعبِ..
أو ربما حين يَسْكُنُ في غَسَقٍ..
ثم يَسْطعُ في.. فَجْأَةٍ فَجْعَةٍ
كانفجارِ الجراحْ!..
يَستَفيقُ الصباحْ..
يُعدِّدُ قَتلاهُ مُتَّئِداً..
.. نارُ مقذوفةٍ بَرّدتْ جَمرَها..
بعدما الْتَهَمَتْ.. رأسَ طفلٍ نَحيلْ!
نَسْتَجِرُّ النواحُ المُعَلَّب..
- بَينا.. نُحَرِّكُ قهوتَنا -
ونَصوغُ العويلْ:
لغزةَ هذا الغلافُ.. وصورةُ طفلٍ قتيلْ
.. ويُصقَل خنجرُنا في المقيلْ!
... وتدورُ الفُصولْ!!
(4)
سؤالٌ قصيرٌ - يُلِحُّ -
طويلٌ.. كَجيلْ..
كيفَ يَبْسُقُ زيتونُكم في الحريقِ
ويَقْصُرُ.. يَقْصُرُ هذا النخيلْ؟
نُحرِّرُنا؟ أم نحرِّرُكمْ.. مِن يَدينا؟
ما الفرق ما بيننا؟
قَفَصٌ نِصفُهُ عندكمْ..
ولدينا بقيتُه.. لا سماءَ لنا أو لكمْ
دمُكمْ منجمٌ للشهادةِ..
يَسْتدرِجُ المستحيلْ!
فتُزهِرُ أحلامُكمْ..
- لا سواءَ -
وتَنْهشُ أحلامَنا قَسَماتُ الذبولْ!
مَنْ أحقُّ بهذا الرثاءِ الغبيِّ الطويلْ؟!