Culture Magazine Thursday  25/06/2009 G Issue 289
فضاءات
الخميس 2 ,رجب 1430   العدد  289
كلمات
أين نحن من الطفل؟!
محمد بن أحمد الشدي

 

إنه واجب عظيم وكبير على الكاتب لا بد من تحمله والنهوض به: وهو الكتابة للطفل ومن أجل الطفل والاهتمام به لا أن يبقى مهملاً يعيش على هامش المجتمع.

نحن بلا شك نحب أطفالنا حباً شديداً فهم كما قال الشاعر أكبادنا التي تمشي على الأرض، وواجبنا أن نعلمهم ونسهر على صحتهم وتربيتهم التربية الإسلامية الفاضلة، وأن نسبغ عليهم من حناننا ما يجعلهم سعداء ويبعد عنهم الحزن والهم والكدر.

ولكن هناك فرق بين الحنان والحب وبين التدليل الزائد عن الحد، بعض الآباء يردون أن تدليل الطفل نوع من الحب وهذا منطقي ومعقول لو كان التدليل بقصد واعتدال ولكن التدليل الزائد اثبتت التجارب أنه لا يعود على الطفل بغير الشر والوبال وسوء العواقب!.

فالطفل الصغير كقطعة العجين اللينة يستطيع أبوه منذ البدء أن يوجهه الوجهة الصالحة التي يريد ويعوده العادات الحسنة ويبعده عن سيئ العادات.

فإذا عوده على فعل الخير نشأ فعالاً للخير وإذا عوده على الإسراف نشأ مسرفاً مبذراً فمن الخير إذن للأب نفسه ولطفله أن يعتاد سلوك الطريق القويم منذ الصغر والتقيد بتعاليم الإسلام، وإلا فإنه يستحيل على الأب تقويم طفله في الكبر، وقد حاد عن الطريق السوي واستحكمت فيه عادات يصعب إزالتها من سلوكه، ففي هذه الحالة يكون الأب قد ظلم ابنه وساقه إلى الشقاء.

ونلاحظ كثيراً أن بعض الآباء يسرفون في تدليل الأطفال فينصاعون لرغباتهم الطفولية ويمنحونهم كل ما يطلبون بلا حساب ويحسبون أن هذا التدليل الزائد هو منتهى الحب وإذا تتبعنا نشأة مثل هؤلاء المدللين أشفقنا على مصيرهم، فالطفل المدلل قليل الثقة بنفسه ولا يدرك مصلحته في أي شيء يفعله لأنه نشأ نشأة اتكالية يطلب فيلبى طلبه في الحال، وإذا غضب يحتاج إلى ترضية غالية، ثم هو بعد ذلك أناني يحب نفسه ولا يقيم وزناً لمشاعر الآخرين، وفي هذا هدم لشخصيته وشقاء له في المستقبل.

وفي اعتقادي، أن تربية الطفل من أشق واجبات الوالدين، فعلى الآباء والأمهات أن يحبوا أطفالهم كما يحلو لهم وألا يبخلوا عليهم بشيء ولكن الحكمة تقتضي منهم أيضاً أن يكون التدليل في حدود المعقول، كما أن الواجب يفرض عليهم أن يقدموا للمجتمع شاباً عاملاً سوياً محباً للناس ولفعل الخير.

وما أتعس الأب الذي يدلل ابنه كثيراً فيعطيه أكثر من حاجته من النقود أو يقبل منه أن يشتم الناس ويعتدي على حقوقهم، إن مثل هذا الأب يدفع ابنه في الحالة الأولى إلى الاختلاس والانحراف إن افتقر للمال ويدفع طفله من ناحية أخرى إلى عدم احترامه واحترام الآخرين، ذلك لأن الطفل فقد هيبة أبيه في الصغر فاستهان به في الكبر.

فلنحب أطفالنا دون أن ندللهم التدليل الزائد لأن الحب شيء والتدليل الزائد شيء آخر.

هذا ما تقول به كتب التربية ولا بد لنا قبل النهاية أن نسأل أنفسنا أين نحن من الطفل في بلادنا هل هناك من يهتم به بشكل عام؟!.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة