1 - 6 - 2009 وقفت ومن معي أمام حوض الأسماك في (دبي مول) الدور الثاني. في البدء كنت أتابع الأسماك ثم أشارت إلي صديقتي بأن انظر إلى ذلك الطفل الصغير الملتصق بحوض السباحة - ربما يكون في الثالثة من العمر - كان يرتدي ثوباً وطاقية، والده سائح سعودي كما يبدو وكان يقف عبر الحاجز مع المتفرجين، لفت نظرنا بشقاوته فهو يحاول إزعاج الأسماك أو الإمساك بها لا أدري ومن الواضح أنه كان يرغب في تعذيبها حين خلع حذاءيه وأخذ يضرب بهما حوض الأسماك ظناً منه أن هذا سيؤلمها.
تقدم والده وأخذ يتحدث إليه بلطف دون أن يلمسه أو ينتزع الحذاء من يديه ثم فجأة استلقى الطفل على بطنه ووضع إحدى يديه تحت وجهه متظاهراً بالبكاء - هذه الحركة كنا نفعلها عندما كنا صغاراً نعبر بها عن الزعل - المهم ظل الوالد يتحدث مع ابنه دون أن يلمسه كان باله طويلاً كما يبدو ثم بعد ذلك وقف الابن وارتدى حذاءه وأخذ يلعب بالقرب من الحوض، ابتعد الأب قليلاً لكنه ظل يتابع ابنة، نزلت أنا وصديقتي لمشاهدة الطفل عن قرب وقد لاحظنا أن الحضور كانوا يتابعونه أيضاً، وقفنا خلف الحاجز، الطفل يلهو ونحن نتابعه بمتعة، أخذ الأب ينظر إلى بعض الأسماك وظل هكذا لمدة خمس دقائق تقريباً كان الطفل خلالها قد ابتعد كثيراً عن حوض الأسماك، وبعد تلك الدقائق الخمس انتبه الأب إلى اختفاء ابنة أدار عينية بجزع في كل اتجاه بحثاً عن ذلك المشاكس فأشرنا إليه بالطريق الذي سلكه وقبل أن يبتعد الأب عن حوض الأسماك كان الصغير عائداً يركض تسبقه ضحكته الطفولية، هذه المرة أيضاً لم يعنفه الأب ولم يمسك به، بل تحدث إليه قليلاً وبهدوء ثم سارا إلى مكان معد للتصوير مع الأسماك.
اللافت في الموضوع ليس حلاوة وشقاوة ذلك الطفل الوسيم، بل الأسلوب الذي كان يعتمده الأب في تعامله مع ابنه كان هادئاً لطيفاً يتحدث معه وكأنه صديقة لو كنت أنا مكانه لما تمكنت من الإمساك بأعصابي ولما تمكنت من تحمل كل تلك المشاكسات فنحن دائماً نطلب من الأطفال أن يكونوا هادئين أمام الآخرين دون أن نتفهم طفولتهم.
4 - 6 - 2009 بعد عودتي من العمل كان الرئيس الأمريكي أوباما يخاطب العالم الإسلامي، حين وصلت إلى البيت كان خطابه قد بدأ، تابعت ما تبقى منه وقد أفرحني جداً حين استشهد بتجربة دبي وتذكرت الأسماء التي تحارب هذه المدينة الصغيرة بحجمها، الكبيرة بإنجازاتها وعلى الرغم من أن العالم كله اليوم متعثر اقتصادياً ومنشغل بسد ثغراته الاقتصادية إلا أن دبي التي تخطت هذه المشكلة تعمل على تحويل برنامج (نور دبي) إلى مؤسسة حكومية على الرغم من الكلفة المادية الكبيرة لهذا المشروع الذي أسهم وفي بلدان عدة إلى إعادة البصر لعدد كبير من المكفوفين، أتمنى أن يرى (فاقدي البصر) المبصرون الجانب المشرق لدبي وهو جانب حجبه عن أعينهم (الحسد).
وبالعودة إلى خطاب أوباما التاريخي وبعيداً عن التحليلات السياسية، هذه المرة الأولى التي يخاطب فيها رئيس أمريكي العالم الإسلامي والعربي بهذا التواضع وهذا الاحترام وفي حال استطاع أوباما الوفاء بوعوده وتخطي اللوبي الصهيوني أم لم يستطع يكفي أنه تحدث عن السلام بصدق، هذا الرجل الأسود الذي جاء من أسرة شبه فقيرة وشبه مسلمة يعرف معنى العنصرية ويعرف معنى الفقر ويعرف معنى الإسلام لذا حين وقف مخاطباً العالم الإسلامي المضطهد وقف وقدماه على الأرض.
5 - 6 - 2009 ذهبت لمشاهدة فيلم (UP) الذي يعرض حالياً في دور العرض وهو فيلم كرتوني من إنتاج ديزني، حيث يتعرض رجل مسن ماتت زوجته إلى محاصرة المباني الشاهقة لمنزلة الخشبي الصغير الجميل ويتم الضغط عليه لبيع هذا المنزل لكنه يرفض من باب الوفاء لزوجته، حيث إنه وعدها بأن يحمل المنزل ليضعه على قمة جبلية ينحدر منها شلال وفي اليوم الذي جاء فيه موفد من دار العجزة ليأخذه كان المنزل يطير وسط المدينة معلقاً بآلاف البالونات متجهاً إلى قمة الجبل ذي الشلال.
ما يميز هذا الفيلم هو (الوفاء) الذي نفتقده.
6 - 6 - 2009 قرأت لقاء أجراه الأستاذ طامي السميري مع الروائي عبده خال في جريدة الرياض وكان الحوار يدور حول رواية خال الجديدة (ترمي بشرر).
طامي السميري كان مهاجماً شرساً في هذا اللقاء وعبده خال كان مدافعاً قوياً، كنت وأنا اقرأ اللقاء كمن يشاهد مصارعة حرة لم ينتصر فيها أحد، من جهة أخرى لا يختلف اثنان على أن طامي السميري من أخطر قراء الرواية والجميل في طامي أنه لا يهاجم أو يحاكم الكتّاب الجدد من باب عدم تكسير المجاديف وما فعله مع عبده خال إنما جاء لأن عبده (جبل الرواية الذي لا يهزه ريح) وطامي يعلم هذا كما أنه الوحيد الذي استطاع أن يجعل عبده خال يكشّر عن أنيابه وهذه نقطه تحسب لطامي!
أعجبتني من كل إجابات خال هذه الإجابة التي عبّرت عن كل كاتب يتعرّض لعدم فهم من القارئ أو الناقد: (كل المقولات التي قيلت تصب في حوض الرواية - يقصد ترمي بشرر - كي تطفو على السطح ويطّلع عليها الآخرون ليواصلوا أحكامهم الخاصة بهذه الجثة التي طفت على سطح الماء. وعندما تصل تلك الجثة إلى خارج الماء سأكون الوحيد القادر على التعرّف على ملامحها، فلا أحد حمل وليداً من صلبه وأنكره.!)
* 9 - 6 - 2009 أخبار مفزعة وأخبار مفرحة توالت عليّ في هذا التاريخ أجملها نجاح عملية جراحية لطفل يشبه القمر أقول له: (الحمد لله على السلامة وبي عنك) وأسوأها وعكه صحية ألمت بوالدتي ونجاها الله منها وأقول لها أيضاً: (الحمد لله على السلامة وبي عنك) يا أجمل من في الكون.
11 - 6 - 2009 (طالبة يمنية تتزوج مغربية والمأذونة سودانية) مضحك هذا العنوان الذي جاء في إحدى الصحف المحلية وقد أضحكني بحق إلا أنه محزن جداً فعندما تقرأ الخبر كاملاً تعلم فداحته، فالحادثة جرت في مدرسة يفترض بها تعلّم (الفضيلة) وقد كان هناك حفل زواج راقص أقامته زميلات العرسان أو العروستان ترددت فيه الأهازيج وتم خلاله تلبيس الخواتم!!
لا أعلم حقيقة متى ستعترف الدول العربية بهذه الحالة المرضية التي اكتسحت فئة كبيرة لا يستهان بها من الفتيات والفتيان ولا اعلم متى ستناقش هذه الظاهرة علناً ومتى ستجتمع المؤسسات الاجتماعية والصحية لعلاجها؟ فكما يقال في المثل الشعبي (الماء زاد على الطحين) وأصبح الأمر مخيفاً بحق.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7712» ثم أرسلها إلى الكود 82244
دبي
amerahj@yahoo.com