يتحرك آخر الفعل الماضي إن كان مسندًا لضمير ساكن (حرف علة) ويسكن إن كان مسندًا إلى ضمير متحرك، وهما حالان متعاندتان؛ فذهب النحويون إلى تعميم إحدى الحالين وهي المتحركة، وقالوا عن الساكنة بأن الحركة منها حذفت مع هذه الضمائر المتحركة، وضعّف ابن مالك (شرح التسهيل، 1: 125) قول النحويين إن علة حذف حركة الفعل الماضي عند إسناده إلى ضمير متحرك هو خوف توالي أربع حركات، معتمداً على أن توالي أربع حركات مستخفّ في بعض الأبنية مثل (عُلَبِطٍ)، وعلى أنه لم يمنع من دخول تاء التأنيث نحو (بَرَكَةٍ) واستنكر اعتذارهم عن هذه التاء بأنها في تقدير الانفصال مع أنها جزء كلمة لا يستغنى عنه بخلاف الضمير الذي هو جزء كلام يستغنى بغيره عنه (ذهبتُ-ذهب زيد). ولا جدال أن ابن مالك على صواب في مذهبه، ولكنه لم يقدم حلاّ لهذه المسألة، وأما كون التسكين جاء للفرق بين الضمير الفاعل والضمير المفعول كما في (أكرمْنا زيداً- أكرمَنا زيدٌ) فليس مفسراً في حقيقة الأمر؛ إذ هو لا يفسر حذف الحركة من المضارع (يذهبْن).
وأحسب أن المشكلة جاءت من افتراض النحويين أن الماضي المفتوح هو الأصل الذي بني عليه الإسناد؛ ولذلك لزم تعليل ذهاب الفتحة مع الضمائر المتحركة، وهذا أمر لا يلزم.
ولعل الخروج من هذا الإشكال يكون بفرضية أخرى.
وهذا في ما وجدت داود عبده يذهب إليه، وهو أن الأصل في الفعل الماضي أن يكون ساكناً، ولذلك يكون مع الضمائر المتحركة ساكناً حسب أصله.
* ذَهَبَ المرأة ذَهَبْ+ -َ تْ* ذَهَبَتْ الرجلان ذَهَبْ+ -َ -َ * ذَهَبا المرأتان ذَهَبْ+ -َ تْ -َ -َ* ذَهَبَتا الرجال ذَهَبْ+ -ُ -ُ* ذَهَبو = ذَهَبوا النساء ذَهَبْ+ ن -َ * ذَهَبْنَ أنا ذَهَبْ+ ت-ُ * ذَهَبْتُ نحن ذَهَبْ+ ن -َ -َ * ذَهَبْنا أنتَ ذَهَبْ+ ت -َ * ذَهَبْتَ أنتِ ذَهَبْ+ ت- * ذَهَبْتِ أنتُما ذَهَبْ+ تُما * ذَهَبْتُما أنتُم ذَهَبْ+ تُم * ذَهَبْتُم أنتن ذَهَبْ+ تُنَّ * ذَهَبْتُنَّ.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7987» ثم أرسلها إلى الكود 82244
الرياض