في 2008 شاهدت فيلم (Horton ) وهو أحد الأفلام الكرتونية الجميلة التي تم إخراجها بشكل متقن ولها سيناريو مشوق وقصة ذات فكرة هادفة ورسالة سامية تقول إن علينا احترام الآخرين مهما صغر حجمهم.
وقبلها كنت قد شاهدت فيلم (Howl›s Moving Castle ) وهو أيضاً فيلم كرتوني رشح لجائزة الأوسكار في 2004، فكرته إنسانية وأهم ما يميزها التسامح ومساعدة الآخرين والجو الرومانسي العام، بالنسبة للإخراج والسيناريو والرسومات والموسيقى هو عمل إبداعي متكامل بكل المقاييس.
هذه الأعمال على الرغم من أنها موجهه للأطفال إلا أنها حازت على رضا الكبار وأنا واحدة من هؤلاء الكبار الذين يحتفظون بسيديهات DVD لهذه الأفلام الجميلة التي أشاهدها بين فترة وأخرى دون كلل أو ملل.
اخترت الحديث عن أفلام رسوم متحركة تحترم عقلية الإنسان ولم اختر الحديث عن أفلام تحمل أسماء ممثلين ومخرجين كبار كي لا يقال إنني أقارن بين محترفين ومبتدئين والحديث هنا عن فيلم (مناحي) الذي ملأت إعلاناته السمع والبصر وتحدث عنه بعض الكتّاب وكأنه الفيلم المنقذ للسينما السعودية.
شاهدت شخصية مناحي في بعض حلقات الجزء الثاني من مسلسل (بيني وبينك) وقد هاجمه الكثير لأسباب معروفة لن أضيف عليها شيئاً.
فيلم (مناحي) لا يحمل قصة ولا فكرة ولا رسالة والسيناريو مفكك ومزحوم بمواقف ليس لها معنى، الأبطال في الديرة كانوا بدواً ليس لهم علاقة ببدو السعودية وكأنني كنت أشاهد مسلسلاً بدوياً أردنياً، كما أن (أهل مناحي في الديرة) كانوا مجموعة من السذّج هم وابنهم مناحي ولا أدري حقيقة من أوحى لكاتب العمل ومخرجه بأن البدو مجرد حفنة من (السذّج الأغبياء)؟!!
ومن المؤسف فعلاً أن تقبل الممثلة القديرة منى واصف تأدية دور لن يضيف إلى مشوارها الفني الطويل سوى علامتي تعجب واستفهام.
الإنتاج كان لروتانا وهي شركة دسمة تستطيع إنتاج أفلام بمئات الملايين ولا أعتقد أنها بخلت على أول فيلم سعودي بالمال.
إذاً أين المشكلة؟ هل هي في المخرج أم في الكاتب أم في الممثلين أم في المنتج؟
أنا أعتقد - وبرأيي المتواضع - أن هؤلاء كلهم ليسوا مؤهلين لصناعة فيلم يمثل السينما السعودية في أولى خطواتها واختيار شخصية (مناحي) التي يؤديها فايز المالكي ويرى البعض أنها كوميدية أساءت لهذا العمل ولو تم الاستفادة منها في مسلسل طاش ما طاش مثلاً في حال سلمنا بكوميديتها لكان أفضل لها، على الأقل معظم حلقات طاش ما طاش هادفة وتحمل رسالة أما أن يزج بها في ما يعتبر الفيلم السعودي الأول فهذه غلطة ما كان يجب تصديرها إلى السينما العربية وخصوصاً أن السعودية بها مبدعون في جميع المجالات الفنية ويستطيعون تقديم أفلام ناجحة قد تصل إلى العالمية في حال سخرت لهم السبل.
أتمنى ألا يزعج حديثي هذا المتحمسين للسينما السعودية، كما أتمنى أن يضاهي الفيلم السعودي القادم فيلم الكويت الأول (بس يا بحر) الذي كان الحديث عنه وعن مخرجه الكبير خالد الصدّيق جزءاً من منهجنا الدراسي في الإمارات.
* * *
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7904» ثم أرسلها إلى الكود 82244
دبي
amerahj@yahoo.com