Culture Magazine Monday  23/02/2009 G Issue 272
الثالثة
الأثنين 28 ,صفر 1430   العدد  272
إمضاء
المتجدد

 

تخرج في مدارس تقليدية، ثم خرج منها، وآمن أن (العقل المنطلق) لا يرتهن للتفكير الجمعي الذي يتناسل فيه الخطأُ ويُستنسخ التقليد.

لم يفارق في ثوابت قطعية، ولم يجتهد في مسلمات عقدية، لكنه أعمل فكره مؤمناً مع الحسن البصري 21-116هـ أن التفكير يدعو للخير والعمل به، وأكد -في طرحه- أن (خير الأزمان التي مر بها الفكر عصور الإسلام الأولى؛ إذ انطلق التفكير في النص، والتفكير في التطبيق، والتفكير في توليد الأعمال والمفاهيم)، وأشار إلى كتاب عن دولة الإسلام وصفها بأنها هي (دولة الفكرة).

أكد الدكتور محمد بن حامد الأحمري أن الأمة التي ترعى الفكر وحريته تسود، والذين يحتقرونه ويطاردونه يذلون، وقال: إن حرية الفكر هي الإذن بالوعي، وفتح آفاق المعرفة، والتخلص من تأسيس فرق الباطنية، والفرق المنحرفة المدمرة التي تنمو في الظلام بلا رقيب ولا حساب.

الأحمري من مواليد (بللحمر) عام 1959م؛ درس في معهد أبها العلمي ثم في جامعة الإمام التي ضُمت كلياتُها إلى جامعة الملك خالد حيث تحصل على الشهادة الجامعية في التاريخ عام 1403هـ، وعاد لجامعة الإمام طالبَ ماجستير في التاريخ الحديث، ثم ابتعث إلى الولايات المتحدة فبريطانيا، ومنها حاز على شهادة الدكتوراه في موضوع (الجزائر قبل الغزو الفرنسي)، وقد عمل في أثناء البعثة وبعد قطعها كما إثر التخرج في أعمال خاصة ومنها النشر وتجارة السيارات، كما أصبح رئيساً تنفيذياً للتجمع الإسلامي في أمريكا الشمالية.

للأحمري مؤلفات منها: ملامح المستقبل، أيام بين شيكاغو وباريس، وله تحت الإنجاز: تجديد الدين، روح التاريخ، آفاق الحرية، أزمة العلماء، وسواها.

بمثل (الأحمري) استطاعت المدارس التقليدية أن تقدِّم مثقفين منتمين للجذور، مجددين في الأعمدة والدور، مدركين الفوارق بين النور والديجور، مؤمنين أن الحصار التعليمي نتاجُ الجهل والهوى؛ فلا زمن لنص دون فكر أو فكر من غير نص، وتكاملُهما سبب الانتصار، وتناحرهما وسيلة الاندحار ثم الاندثار.

نحتاج إلى قراءة الأحمري بأفق منفتح؛ فأمثالُه من يأذنون يتعايش ثقافي بين المؤتلف والمختلف دون تناحر وتدابر وتنافر، أما أولو الاتجاه الإجباري فإنهم يعززون طرقاً مغلقة تجبر سالكيها على التعثر والوقوف والبحث عن مسارب مظلمة يحكمها الإقصائيون والمتطرفون.

مرة قال مالك بن بني 1905-1985م: إن مأساة الإسلام جامد وجاحد؛ وقد شخّص الداء وبقي الدواء.

التجدد تمدد.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة