Culture Magazine Monday  23/02/2009 G Issue 272
مسرح
الأثنين 28 ,صفر 1430   العدد  272
مهرجان الجنادرية المسرحي بعد سبعة عشر عاماً في عيون المسرحيين:

 

الثقافية - نايف البقمي

المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) يعود لنا في دورته الرابعة والعشرين وكلنا شوق إلى رؤية الجديد في هذا المهرجان وتحديداً النشاط المسرحي الذي انطلق مع جنادرية 8 أي قبل سبعة عشر عاما تقريبا، ماذا يحمل من جديد؟ وما هي آمال المسرحيين مع هذا المهرجان المسرحي الذي يحتضننا في كل عام؟

وعن المهرجان يتحدث المسرحيون بوجهات نظر مختلفة ومتفاوتة؛ حيث يقول المخرج المسرحي أحمد الأحمري (مهرجان الجنادرية المسرحي أصبح تقليداً سنوياً يحتفي به المسرحيون السعوديون من أجل رفع مستوى المسرح وتطويره إلى الأمام.. دعا ذلك إلى أهمية تكاتف الجهود بين جميع القائمين على هذا المهرجان ولو أن الجهود مازالت فردية.. علماً أن بدايات هذا المهرجان كانت جيدة في ظل تراضي الحركة المسرحية في السعودية آنذاك.. فكان وسيلة من وسائل بروز جيل من الممثلين والمخرجين والفنيين والمساعدين بحيث يثبت كل منهم قدراته , لذلك نقول إنه رافد مهم للحركة المسرحية السعودية التي أصبحت ظاهرة متواصلة لها تميزها في العالم العربي من خلال المشاركات العربية سواء ما تطرحه من أفكار ورؤى وتطلعات أو من خلال التقنيات الجديدة التي تتناسب مع التطورات الحديثة..عندما أقول (بدايات) لأننا توقعنا أن البدايات من ناحية الاهتمام من قبل إدارة المهرجان تكون شيئا مشجعاً، ولكن صُدمنا بالواقع المرّ الذي نعيشه في المهرجان من كل النواحي.. مازالت إقامة مهرجان الجنادرية المسرحي على هامش المهرجان.. فلابد أن يكون هناك عرس مسرحي يحتضنه مهرجان الجنادرية لصياغة عالم مسرحي تضرب جذوره عمق المهرجان، ولن يحصل ما نريده إلا بالاعتراف أولاً بالمهرجان المسرحي لعرس له رواده وجمهوره وعدم تهميشه لأن المهرجانات هي الملاذ الوحيد الأخير للفنان المسرحي.. فلابد أن تدأب إدارة المهرجان على دعم الحركة المسرحية السعودية عبر أكثر من صيغة ليكون المهرجان المسرحي التي يقام في الجنادرية مهرجان الطفل ومهرجان الشباب التي تشارك فيه الجمعيات والجامعات وأيضاً الفرق الأهلية ولم لا !! حيث تتاح الفرصة للعروض المسرحية ولعدد مختار ومدروس بعناية من المسرحيات لنلتقي معاً في هذا المهرجان المسرحي ولتتم عملية التقييم عبر لجنة تحكيم معروفة بنزاهتها وقدرتها الفتية على استجلاء واقع الحركة المسرحية وتمييز الأكثر إبداعاً والأهم منها واختيار الفائزين..هذا لا يتحقق بهذه الشمولية والخصوصية لولا الدعم المادي والمعنوي المباشر الذي لابد أن تقدمه إدارة المهرجان للجنادرية ولا تكتفي بدعمها وإشرافها المباشر عن طريق اللجان بأن يكون هنالك مشاركة نخبة من المسرحيين والمثقفين ذات العلاقة بالهم المسرحي وعلى رأسهم (جمعية المسرحيين) وكذلك إشراك أمانة العاصمة لما لها من إبداع كبير في دعم الحركة المسرحية بالعاصمة.. ووزارة الإعلام ممثلة في إذاعة وتلفاز لتكون المشاركة متكاملة وتحقق الشروط أو أي قنوات فضائية أخرى من أجل النهوض بواقع المسرح السعودي واقع يليق بهذا البلد المعطاء الجميل...أما أن يكون هذا العرس على هامش المهرجان يجعلنا عندما كنا نأتي إليه وإلى المشاركة مهرولين بخطوات سريعة بدون أي اهتمام وإن كان هناك اهتمام فردي أو بمعنى أصح جهود فردية وجهود أشخاص عندهم الهم المسرحي الذي جعلهم يثابرون ويضحون لأجل بقاء هذا المهرجان مشكورين على ذلك ونقدر هذا الجهد الملموس.. ولكن لنعترف أن ذلك يقلل من مسمى إقامة مهرجان فليسمّ أي مُسمّى آخر لأنه بدون أقل المعطيات التي سبق أن ذكرتها في بداية حديثي لن يحقق المراد.. أخيراً أصبحنا نتواجد في هذا التجمع المسرحي المهمش من قبل مهرجان الجنادرية وخطواتنا لم تعد كالسابق.. أصبحت ثقيلة جدا...جدا.

ومن الغريب أن الفرق المسرحية التي كانت تحضر للمهرجان وتطالب بالبقاء طوال فترة المهرجان أصبحت هي التي تطالب الآن أن تعرض وتعود في اليوم التالي لأنها شعرت أنها ضيف ثقيل غير مرغوب فيه ففضلت أن تخرج ولا تحرج إدارة المهرجان بالبقاء وعمل الورش والمحاضرات والفعاليات التي من الطبيعي يجب أن تكون مصاحبة لهذا المهرجان المسرحي.. وأخيرا.. أتمنى من إدارة المهرجان أن تحسم أمرها بوضوح مع إقامة مهرجان مسرحي عن موقفها من هذا المهرجان والاهتمام به ليمكننا التعايش مع ذلك الموقف... (هنالك أساليب كثيرة وجادة تمنح المريض إعادة تأهيله بشكل أسرع والقدرة على الحركة )

كما يضيف المخرج نوح الجمعان (ما قدمه مسرح الجنادرية يعتبر إنجازاً على جميع المستويات ففي الوقت الذي تنصلت الجهات الشرعية للمسرح في السعودية عن القيام بدورها انبرى القائمون على الشؤون الثقافية في الحرس الوطني بدفع المسيرة المسرحية من خلال إقامة المهرجان المسرحي المصاحب لفعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة والذي أصبح المسرحيون ينتظرونه بشغف كل عام لأنه هو المتنفس الوحيد لإبداعاتهم وتبادل الخبرات فيما بينهم ودعم بعضهم البعض وعرض نتاجهم المسرحي لمتناول الجمهور العادي )

ويرى الجمعان أن تواجد الفرق المشاركة طوال فترة المهرجان يحقق هدف تبادل الخبرات من خلال المشاهدة لتجارب الآخرين وهو ما يفتقده المهرجان. كما أن في استضافة الفرق المسرحية من خارج السعودية ولو على سبيل المشاركة كضيف شرف سيعطي المهرجان قوة أكبر.

ويقترح وجود إستراتيجية يتم التخطيط لها بدقة وعناية حتى تتحقق الأهداف المنشودة من إقامة المهرجان وحتى لا يصبح المهرجان المسرحي مجرد تقليد جرت العادة أن يقام كل سنة دون النظر لاعتبارات المنافسة والرقي اللذين يجب أن يتوافرا ولو مع المسرحيين في الدول المجاورة المتقدمة مسرحياً بحكم التجربة والإمكانات والدعم الفني والتقني. ووجود تغطية إعلامية لتبرز هذا المضمار الثقافي الحيوي للجمهور الكريم ويضيف الجمعان (لا بد من اختيار لجان تحكيم تملك الثقافة والوعي والتجربة المسرحية الأكاديمية الطويلة. ووضع جوائز قيمة جداً فالدافع المادي مواز للدافع المعنوي للدفع بالحركة الإبداعية للأمام).

ويعلق الكاتب المسرحي سعد المسمى بقوله (لمهرجان الجنادرية المسرحي دور كبير في نشر الثقافة المسرحية طوال السنوات الماضية، بل ربما أصبح هذا المهرجان في بعض الأعوام هو عرس المسرحيين السنوي الذي يلتقي فيه محبو هذا الفن، فالجنادرية أصبحت نافذة المسرحيين التي يطلون منها على جماهيرهم ولاستمرار توهج مهرجان الجنادريه المسرحي أقترح أن تكثف الدعاية المصاحبة للعروض للجماهير من مختلف الفئات العمرية حتى لو تطلب الأمر السحب على جوائز عينيه بعد كل عرض مسرحي كذلك أرى أن تستضاف الفرق المشاركة في المهرجان المسرحي طيلة أيام المهرجان من بدايته حتى نهايته وذلك ليتمكن الممثلون وطاقم العمل من الاطلاع على أعمال الفرق الأخرى وهذا لاكتساب الخبرة وتبادل الآراء، وأتمنى أن يصاحب المهرجان دورات متخصصة في علوم المسرح إخراجا وتأليفا وسينوجرافيا والاستعانة بخبرات متميزة في هذا المجال من العالم العربي أقدم شكري لإداره الشؤون الثقافية في الحرس الوطني على دعم مهرجان الجنادرية المسرحي طوال السنوات الماضية بمتابعة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير: متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وللجندي المجهول الذي يقف خلف نجاحات المهرجان بصدر رحب وقلب كبير الفنان الأستاذ: محمد المنصور واللجان العاملة معه).

وللكاتب المسرحي فهد الحوشاني وجهة نظر أخرى؛ حيث يرى أن التأثير الحقيقي للمهرجان لم يكن على العروض نفسها أو تطور مستواها؛ لأنه -كما يقول- لا يملك آلية مباشرة مع العروض ليدعمها فهو يحتضن الجاهزة منها، ولكن التأثير كان بتعريف المسرحيين على بعضهم البعض وتوفير أجواء مناسبة سنوية لهم للاطلاع على تجاربهم ومناقشة قضاياهم وقد عرف الجمهور بهم. ويضيف (أعتقد أن المهرجان لو استطاع أن يدعم الفرق غير الحكومية بوضع جائزة تتضمن مبالغ مالية لكان ذلك احد أفضل الأساليب التي يخدم بها المسرح بالإضافة إلى طباعة وتوزيع النصوص المسرحية المشاركة وتوثيق العروض تلفزيونيا، بذلك سنجد أن التأثير واضح المعالم، والمهرجان يحتاج إلى أن يكون له رؤية واضحة تجاه ماذا يريد! وقد حاول المنظمون أن يضعوا بعض التنظيمات مثل أن تكون العروض باللهجة الشعبية أو تكون العروض عن الموروث الشعبي، ولكن تلك المحاولات لا تنجح بالقدر الكافي لأن الجهات المشاركة تشارك بالجاهز لذلك لا يستطيع المهرجان أن يفرض شعارا سنويا تنطوي تحته العروض... المهرجان أيضا ينقصه الحضور الرسمي ينقصه أيضا أن يستقطب أسماء معروفة من فنانين وأدباء ومثقفين..).

ويعلل الحوشاني سبب ذلك بأن الدعم المادي يغدق على عدة أنشطة و يتقشف كثيرا إذا وصل الأمر للمسرح! ويرى أن الدعم المادي المناسب يعطي المنظمين القدرة على الصرف على المهرجان بشكل جيد وما يتعلق به من سكن للوفود طيلة أيام المهرجان أو الإعلان أو رسالة يومية خاصة أو غير ذلك مما يعرف عن المهرجانات.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة