Culture Magazine Monday  23/02/2009 G Issue 272
فضاءات
الأثنين 28 ,صفر 1430   العدد  272
كلمات
أمير الشعراء
محمد بن أحمد الشدي

 

تدور مساجلات صاخبة ولا سيما في الفضائيات حول الشعر العربي وتنطلق أسئلة كثيرة على النحو التالي:

- ما قيمة ودور الشعر في العصر الحاضر؟

- وهل الشعر العربي علم أم فن؟

- وهل أوزان بحور الشعر التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي ما تزال صالحة لأهل هذا الزمان الذين انصرفوا عن التغني بالشعر وانجذبوا نحو التكنولوجيا والعلوم الحديثة؟

- وهل ما يزال أحمد شوقي أميراً للشعراء أم أن فكرة إمارة الشعر اندثرت ودخلت في دائرة الأساطير والنسيان؟

- وهل ما يزال في هذا العصر من يؤيد إحياء امارة الشعر العربي؟

- وهل الشعر الحر أو الحديث أصبح بديلاً عن الشعر الموزون المكون من الصدر والعجز والقافية والصور الجميلة الآسرة؟

إن الجواب عن هذه الأسئلة يطول وقد يستغرق الكثير من الكتب والمجلدات ولكني هنا بصدد الحديث فقط عن أحمد شوقي.. الذي يحاول بعض المتشاعرين أزلام الشعوبية هذه الأيام إلغاءه والغاء امارته الشعرية. ولقد جرت محاولات جادة لبعث امارة الشعر العربي وإيجاد أمير لها وقد أعجبت بهذه الخطوة ولكنها لما تأت حسبما توقعت.

وفي هذه الأيام أيضاً أرادت قناة المستقلة من خلال مسابقة شاعر العرب أن تبعث أمجاد الشعر العربي وتحدد من هو شاعر العرب ولا أدري هل تنجح المستقلة في هذه المحاولة أم لا؟

أما الحديث عن أحمد شوقي فهو ذو شجون فقد اعتقدت الأوساط الأدبية قبل عصر النهضة أن المتنبي -عمنا الضخم كما يقول الزميل محمد العلي - سيظل شاعر اللغة العربية الوحيد الذي لا يضاهيه أحد.

ثم جاء عصر النهضة وظهر في مصر بعض الشعراء المبرزين الذين انتشلوا الشعر العربي من الضحالة والركاكة أمثال محمود سامي البارودي وحافظ إبراهيم وأحمد شوقي.

ونظراً لوفرة شعر أحمد شوقي وتنوعه حيث قال قصائد كثيرة في معظم الأغراض الشعرية كالغزل، والرثاء، والوصف والوطنية، كما أبدع كثيراً من المسرحيات منها (كليوباترا، ومجنون ليلى، الذي كتب عنهما مسرحية المجنون وكأنه قد عاش معه في ظل جبل التوباد في بلدة الأفلاج وعلى أطراف الربع الخالي)! وقال قصائد دينية مما يثبت صدقه الديني كنهج البردة وقال قصائد للأطفال وعلى ألسنة الحيوانات وهذا ما جعله يبرز كشاعر متعدد المواهب والفنون الشعرية والاتجاهات وساعد في انتشار شعره وشهرته ذلك الشعر المغنى.

في ذلك الوقت تنادى الأدباء والشعراء لاختيار أمير للشعراء وكان معظم شعراء الوطن العربي قد اعترفوا باستحقاقه لامارة الشعر ثم أخيراً اعترف بعلو كعبه في الشعر منافسه حافظ إبراهيم وقال في مهرجان تكريمه وتنصيبه أميراً للشعراء:

أمير القوافي قد أتيت مبايعاً وهذه وفود الشرق قد بايعت معي

والواقع أن أحمد شوقي شاعر فحل غزير الانتاج وله قصائد في غاية القوة والجمال وله أيضاً قصائد جميلة ومعبرة قالها في المنفى.

ومن أبيات أحمد شوقي الشهيرة التي يتغنى بها الناس في المناسبات والمواقف الوطنية:

وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي

وله أيضاً:

وما استعصى على قوم منال إذا الاقدام كان لهم ركابا

إن أحمد شوقي لا يزال أمير الشعراء ولو رغمت أنوف.

إن أحمد شوقي شاعر مجيد مهما حاول بعض الشعراء الجدد تجاهل شعره ومنزلته.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة