Culture Magazine Monday  23/02/2009 G Issue 272
فضاءات
الأثنين 28 ,صفر 1430   العدد  272
عفواً .. إنها الحقيقة
الأدب والوزير الجديد
قماشة العليان

 

توالت البشائر تنهال علينا من كل حدب وصوب.. تغيير وزاري كبير في المملكة يشمل جميع القطاعات.. وما أسعدنا وأثلج صدورنا هو تعيين معالي د.عبد العزيز الخوجة زيرا للثقافة والإعلام وهو المثقف والاديب المعروف ايضاً السياسي المحنك الذي يعرف جيدا مسالك ودروب الوزارة..

طموحاتنا كبيرة وأمانينا تعلو على أفراحنا حتى تكاد تعانق السحب.. بخاصة في هذه الفترة التي شهد فيها قطاع الثقافة تطورا ملموسا وقفزات كبرى كنا نتطلع اليها بيد اننا نطمح بالمزيد ويغرينا تفهم الوزير الجديد بالمزيد والمزيد لنتمكن من التحليق عالياً ومن ثم منافسة الدول الكبرى في مضمار الثقافة على اختلاف تخصصاتها ومشاربها ولنعطي أجمل ما عندنا وأفضل ما بجعبتنا ونغرد على الورق..

كانت فكرة تغيير إدارات الأندية الأدبية فكرة جميلة ومميزة لكن ما أعقبها لم يكن جميلا ولا مميزا..

فالأندية الأدبية يا معالي الوزير أنشئت لتكون معقلا للأدب والأدباء وحضنا لإبداعاتهم ودعما قويا لأنشطتهم.. لكن للأسف لم نجد أمامنا سوى معاقل مشيدة بأسوار منيعة من الشللية البغيضة لا يخترقها إلا فرد من أفراد الشلة أديبا كان أم نجارا.. كاتب قصة أم نادل مقهى.. لا يهم في رأيهم..

ولأنني لا أعلم ما يحدث في الأندية الأخرى فسأقتصر في كتابتي على ما أعرفه وهو نادي الشرقية الأدبي.. والجميع يعرف بداياته الهزلية مع انتخابات اللجنة النسائية وانتهاء بفتح النادي لمجالات ليست من اختصاصه بل من اختصاص جمعية الثقافة والفنون كأنواع الفنون المختلفة وغيرها.. أيضا الدعوات التي تصل للنادي لمعارض الكتاب والمؤتمرات الداخلية والخارجية والندوات لا يذهب إليها إلا أعضاء النادي ومن يعز عليهم.. أما الأدباء والأديبات فهم لا يعرفون بهذا الأمر إلا من خلال الصحف أو عبر التلفاز.. فأي ناد هذا؟ وماذا قدم من خدمة للأدب عموما في المملكة وللأدباء خاصة في المنطقة الشرقية..

أين الدعم والمؤازرة والارتقاء؟ بل أين التعاون والمساعدة والاحتفاء؟ ان من يجامل من لا يستحق على حساب المستحق لا يحق له الانتماء الى أي مؤسسة من مؤسسات الدولة فكيف بالنوادي الأدبية؟؟ لمن نتجه كأدباء والنادي الأدبي الوحيد في المنطقة مغلق الأبواب في وجوهنا لأنه يرفض النقد.

والأمل الأكبر يا معالي الوزير الذي نطمح له منذ الأزل هو أن يجتمع الأدباء تحت مظلة واحدة تهتم بشؤونهم وتنظم ندواتهم ومؤتمراتهم وتحتفي باصداراتهم وغيرها من الشؤون المختلفة على غرار جمعية الصحفيين السعوديين وتكون جمعية أو رابطة أو اتحاد أسوة بكثير من الدول المتقدمة..

والحلم الأكبر والذي يبرق في أعيننا كنجم يلوح بالأفق هو حلم تفرغ الأديب لإبداعاته وكتبه ومؤلفاته.. فالموظفون كثير والأدباء قلائل ويكون تحت شروط حازمة ومقننة كتحديده بمدة معينة وتقييده بعدد مؤلفات الأديب وسنوات عمله وطبيعة وظيفته وغيرها من الشروط المدروسة..

لكي تنتج النحلة العسل فلابد من توفر الزهور.. وكذلك الأدباء فكلما تحسنت حالة الأديب المعنوية والظروف الملائمة من حوله أصبح أكثر إنتاجا وأعلى جودة..

الأمل بمعاليكم كبير ونسأل الله العظيم أن يوفقكم ويسدد خطاكم..

الدمام

 Komasha@yahoo.com


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة